رحيل الفنان الكبير صلاح السعدني آثار حزنًا عميقًا على الشارعين المصري والعربي. لم يكن الحزن مجرد أسف على رحيل فنان معروف وإنما كان قهرًا شخصيًا بسبب غياب علامة مهمة من علامات الجيل القديم والجيل الشاب. رحيل السعدني ترك حسرة عميقة ومرارة للجمهور الذي كان يرى فيه رجلا تنويريًا أكثر من مجرد فنان، حيث كان يُعتبر جزءًا من تاريخهم وتكوينهم الشخصي. اختار السعدني أدواره بعناية وانتقاء، وظهر خلال مسيرته الفنية بأكثر من 200 عمل فني.
رحيل صلاح السعدني خلف حالة من الفقد والشعور بالغياب لدى الجمهور العربي، ولجمهوره المصري بشكل خاص. لقد كان السعدني الذي تخرج من كلية الزراعة في ستينيات القرن الماضي يمثل رمزًا للزمن الجميل والفن الجميل، حيث عمل في مجال التمثيل لأكثر من خمسين عامًا وشارك في أعمال فنية مشهورة. بالرغم من اعتزاله في السنوات الأخيرة وابتعاده عن الأضواء، إلا أن محبة الناس له بقيت قوية وثابتة.
تنوعت أدوار صلاح السعدني وشخصياته التي جسدها على الشاشة، وكان يحظى بتقدير واحترام الجمهور بسبب اختياره الدقيق للأدوار التي يقدمها. كان له دور كبير في ترسيخ القيم والأخلاق في وعي المشاهدين العرب، وظلت أدواره تحمل العديد من القيم والمعاني الإنسانية. كان صديقه وزميله عادل إمام يكرمه بالإعلان عن وفاته ويتذكره بكلمات الود والاحترام.
تسيطر حالة من الحزن الشديد على الفنانين والمثقفين العرب بعد رحيل السعدني، الذي كان يعتبر لهم قدوة ورمزًا. لقد نعوه بالأمس في جميع الشاشات والإعلام بكل حب واحترام، وأشاد الجميع بمسيرته الفنية الطويلة وإسهاماته القيمة في مجال الدراما العربية. تاركًا وراءه إرثا فنيًا يظل خالدًا ويترك أثرًا إيجابيًا في قلوب الملايين من محبيه وعشاقه.