بعزيمة وإصرار على التعلم والتطوير، وطموح ابتكار شيء يفتخر به وطنه وكذلك أبناء جيله، انطلق الشاب الإماراتي، سيف الحمادي، بخطى ثابتة نحو استثمار الفرص المستقبلية في عالم السيارات الكهربائية، مؤسساً ورشته الخاصة التي نجح من خلالها في سد حاجة السوق المحلية لخدمات الصيانة المتخصصة ومواكبة سباق العالم نحو «توازن مستدام» طويل الأمد، من بوابة مجال صعب ومتشعب، يسعى من خلاله سيف إلى إلهام الشباب، ليروي قصة نجاح إماراتية بامتياز، بطلها الطموح ووقودها الريادة والتميّز.

«لم أدرس أي شيء يخص الهندسة أو السيارات، بل تعلمتها من البيئة التي نشأت فيها».. بهذه العبارات وصف سيف مقدمات دخوله عالم السيارات الكهربائية، مشيراً إلى أنه لم يكن محض مصادفة، بل ثمرة ذاكرة طفولية متجذرة في المجال، إذ كبر بين أخواله المهندسين، فيما اعتاد في بيت جدته على مشهد ورش التصليح والتركيب، المفتوحة لسيارات العائلة، التي كان يقيمها الأخوال كل مرة، الأمر الذي برز معه اهتمام سيف بالمجال.

بداية الشغف

وأضاف سيف لـ«الإمارات اليوم»: «كنت أرى أخوالي يشتغلون بأيديهم، فزاد فضولي وبت أطرح الأسئلة تلو الأخرى، ومع مرور الوقت، شعرت بانجذاب كبير للسيارات، فاندفع خالي الذي كان يجيبني عن استفهاماتي الصغيرة، ومع مرور الوقت وبلوغي سن الـ14، أخذني خالي إلى ورشته الخاصة التي دأبت على الاشتغال فيها بعد المدرسة، ودامت التجربة تسعة أشهر، تعلمت خلالها الكثير من المهارات الميكانيكية والكهربائية الخاصة بالسيارات».

ووصف سيف تجربة دخوله عالم ريادة الأعمال من بوابة ورشة السيارات الكهربائية المتخصصة، بالفرصة الفريدة، مؤكداً أنها كانت مصادفة فارقة في حياته، لأنها جاءت مباشرة بعد تخرجه في الجامعة واستكماله دراسة إدارة الأعمال.

وتابع: «مصادفة رائعة دفعتني في حفلة تخرجي نحو لقاء الشخص المناسب في الوقت المناسب، وكان حينها ابن خالتي الذي بات اليوم شريكي، إذ ناقشنا تفاصيل توجهاتي المهنية وخياراتي الوظيفية بعد التخرج، وبحكم ميولي نحو ريادة الأعمال وعمله هو في التجارة والاستثمار، فقد اقترح عليّ، في حال عدم حصولي على وظيفة، الانضمام إلى مجاله نفسه، وبالفعل، قررت بعد فترة، خوض التجربة، فيما نجح ابن خالتي بحكم خبرته، في تحليل اهتماماتي والمراهنة على نقاط قوتي ومهاراتي في تأسيس وإدارة المشاريع، لبناء تجربة ثنائية رائدة في مجال العقارات والمطاعم، وصولاً إلى فرصة دخول مجال السيارات التي تحمست لها بحكم اهتمامي بتفاصيلها وفضولي اللامحدود لمعرفة أسرارها عبر التعلم ممن حولي، وهو الأمر الذي أسهم في تفتح عقلي ليس فقط على حب السيارات، بل على فهمها من الداخل».

مجال جديد

وحول دخوله عالم السيارات الكهربائية الدقيق والمتشعب من دون دراسة أو تخصص، أكد سيف: «طوال فترة تعلمي، لم أفهم تفاصيل السيارات كميكانيكي بل تعمّقت فيه كمهندس وتحت إشراف متخصصين، ما جعلني أتقن أسرار الأنظمة والحركة والمبادئ العامة والخاصة بالمركبات، وهذا الأمر الذي ساعد في إنجاح تجربة هذا المشروع الذي بدأناه أنا وشريكي عبر اقتناء سيارات كهربائية خاصة مصدومة، وتصليحها وتجربتها بشكل ضيق، لتفادي الخطأ والتعلم من الهفوات، لنطور مع الوقت خبراتنا ونقتحم مجالات مهمة أخرى، مثل البرمجة والبطاريات وأنظمة التبريد وعموم تقنيات السيارات الكهربائية، مراهنين في هذه الرحلة الشاقة على الإتقان وتقديم أفضل جودة ممكنة لعملائنا».

تحديات المشوار

ولفت سيف الحمادي، صاحب مشروع «إي في غايت» في الشارقة، إلى أن طريق البداية لم يكن سهلاً، بل كان مملوءاً بالتحديات، إذ إن دخول مجال السيارات الكهربائية للمرة الأولى في الإمارات كان صعباً، وأكمل: «كانت خطوة توظيف متخصصين في البداية لمساعدتنا في الورشة تُعدّ تحدياً كبيراً، لأن محترفي هذه المهنة ومختصيها الأكفاء، لن يقبلوا بالانطلاق بشكل صغير معنا ولا بأجور متوسطة، ما دفعنا إلى الاستعانة بمصادر وخبرات خارجية. وفيما كانوا يعملون، كنت منكباً على مراقبتهم عن كثب لاستيعاب مجمل الخطوات التي يتبعونها وتعلم أسرار (الصنعة) وصولاً إلى تطوير معارفنا، واستيعاب مجمل التقنيات وإتقان كل التفاصيل المتعلقة بآليات السيارات الكهربائية، وتدريب أشخاص على المهنة لتوظيفهم في المشروع».

جاهزية

وأعرب سيف عن فخره بالإنجازات التي حققها أول مشروع إماراتي متخصص في السيارات الكهربائية وجاهزيته اليوم لاستقبال شتى أنواع السيارات المطروحة في السوق الإماراتية، لافتاً إلى تقديم ورشته تشكيلة من الخدمات المتنوعة التي تشمل الفحص والصيانة الدورية والتصليح والصباغة وتشخيص وتصليح مشكلات البطاريات والبرمجة والأسلاك الكهربائية ومختلف العمليات الدقيقة الأخرى.

وتابع: «في هذا المجال، لا يمكن تحديد نقطة نهاية، فالمجال وصنّاعه حول العالم يتطوران بنسق سريع وبشكل يومي أحياناً، ما يدفعنا باستمرار إلى مواكبة كل جديد وتطوير تجاربنا وخدماتنا إلى مستويات هذا التطور الكبير».

مفاجأة في الطريق

كشف رائد الأعمال الشاب، سيف الحمادي، عن استعداداته الحالية لتكريس نقلة في مجاله، سيتمكن من خلالها من الارتقاء بفكرة مشروعه، والانفتاح على آفاق أوسع من مجرد الصيانة المتخصصة في المركبات الكهربائية، مشيراً إلى نيته قريباً طرح فكرة هندسية مبتكرة وغير مسبوقة، ستكون مفاجأة من العيار الثقيل في السوق الإماراتية للسيارات.

سيف الحمادي:

• مجالنا يتطور بنسق سريع وبشكل يومي، ما يدفعنا باستمرار إلى مواكبة كل جديد وتطوير تجاربنا.

• لم أفهم تفاصيل السيارات كميكانيكي، بل تعمّقت فيها كمهندس وتحت إشراف متخصصين، ما جعلني أتقن أسرارها.

• كبر سيف بين أخواله المهندسين، واعتاد في بيت جدته على مشهد ورش التصليح والتركيب المفتوحة لسيارات العائلة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.