أنهت فرقة الإطفاء عملها في أعقاب الحريق المدمر الذي شب في مبنى البورصة التاريخي في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن والذي أفادت وكالة أنباء “ريتزاو” الدنماركية بأن سبب الحريق لا يزال غير واضح. قد نقلت الوكالة تصريحات رئيس عمليات فرقة الإطفاء الذي أشار إلى أنه يمكن للشرطة بدء التحقيق لمعرفة سبب الحريق بالضبط. احترق نصف المبنى، وبقيت فقط الأسوار الخارجية التي انهارت يوم الخميس الماضي، في حين يوجد داخل المبنى مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تعود لغرفة التجارة الدنماركية.
تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ معظم الأعمال الفنية الموجودة داخل المبنى، حيث تم إنقاذ 99% من هذه القطع الفنية المهمة. تعتبر هذه الأعمال الفنية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البورصة التاريخي والتي تحمل قيمة كبيرة للثقافة الدنماركية. ومع تحديد سبب الحريق واختفاء نصف المببنى، تظل هذه الأعمال الفنية بأمان وتحت حماية ضمن المبنى الذي لم يتأثر به النيران.
لم يتم الكشف عن تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بالمبنى نتيجة الحريق، ولكن يبدو أن الخسائر قد تكون كبيرة نظراً لحجم الحريق والأعمال الفنية الثمينة التي كانت موجودة داخل المبنى. من المتوقع أن تبدأ السلطات التحقيق في ملابسات الحريق لتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات الواجبة لتفادي حوادث مشابهة في المستقبل.
تأخذ الحكومة الدنماركية تلك الحوادث على محمل الجد وتعمل على تعزيز إجراءات السلامة والوقاية للحفاظ على المباني التاريخية والثقافية المهمة في البلاد. كما توجهت برامج تثقيفية وحملات توعية لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والفني وتوفير الإجراءات اللازمة للوقاية من الحرائق والكوارث الطبيعية الأخرى التي قد تهدد هذه البنايات التاريخية.
يعد اندلاع الحرائق في المباني التاريخية من أكبر المخاطر التي تواجه حفظ التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم، لذلك يجب على الحكومات والسلطات المحلية والمدنية المشاركة في تعزيز إجراءات الوقاية والسلامة لمنع والتصدي لهذا النوع من المخاطر التي تهدد المباني التاريخية القديمة. ويعد الحفاظ على هذه المباني والأعمال الفنية ضرورة حضارية وثقافية تتطلب اهتماماً ورعاية من الجميع.
