لا يمكن إنكار العلاقة القوية بين الفن والمجتمع، حيث إن كلما تمكن الفن من التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، زادت مصداقيته وتأثيره على الناس. هذه الفلسفة كانت حافزاً للكاتب الإماراتي أحمد المظلوم لابتكار مسرحيته “هامور لا يغادر المكتب” والتي تتناول قضية البيروقراطية وتأثيرها على المجتمع.
يشرح المظلوم أن فكرة المسرحية بدأت كأسكتش فني قصير حول مدير في مؤسسة يطلب ببساطة أقلام، ومن خلال العرض على المخرجة تم تطوير الفكرة لتصبح عرضاً مسرحياً كاملاً. يؤكد المظلوم أن البيروقراطية تعتبر قضية مستمرة وجرى تناولها في الأعمال الفنية منذ الستينات وحتى الآن.
رغم ندرة العروض العبثية في الإمارات، اختار المظلوم السرد بأسلوب فكاهي ساخر ليجنب عرضه الابتذال والاستخفاف. المسرحية حازت على اعجاب النقاد بقصتها القوية وشخصياتها الواقعية، مما أدى إلى نفاد تذاكر العرض العالمي الأول بمجرد الإعلان عنه.
تحدثت المخرجة ريم المنهالي عن تحديات التحولات التي مرت بها المسرحية على مدى ثلاث سنوات، مُشيرة إلى أن العمل الجماعي كان أساسياً في تطويره. كما أكدت على أن دعم الحكومة للمشاريع الفنية يعكس اهتمامها بالمواهب الشابة وتقديم الفرص لها.
تجمع مسرحية “هامور لا يغادر المكتب” بين الفكاهة والجدية في تناول قصة عن تعقيدات البيروقراطية التي يواجهها الموظفون. وقد تمت تطوير المسرحية بدعم من الحكومة المحلية وتم إنتاجها بتكليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
تبرز مسرحية “هامور لا يغادر المكتب” كدليل على أهمية الفن في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل مبتكر وملهم للجمهور. وتعد هذه المسرحية جزءاً من الموجة القادمة من المسرح الإماراتي المعاصر.