توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن توظيف المهارات العقلية بشكل فعال أثناء العمل في سن مبكرة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف والحفاظ على القدرات العقلية في سن الشيخوخة. وأجرى الباحثون الدراسة على 7000 شخصاً من النرويج، تم متابعتهم منذ الثلاثينيات حتى تقاعدهم في الستينيات من العمر. وجدوا أن عدم تحفيز الذهن خلال العمل الروتيني يزيد من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي والخرف بشكل كبير بعد سن السبعين.

وأشارت الدراسة إلى أن الحصول على وظيفة تتطلب تفكيراً معقداً يمكن أن يساهم في الحفاظ على الذاكرة والصحة المعرفية في مرحلة الشيخوخة. وأكدت الباحثة ترين إدوين أهمية البيئة العملية في تعزيز الصحة العقلية والذاكرة. كما أشار مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية في فلوريدا، ريتشارد إيزاكسون، إلى أن النشاط البدني والاجتماعي والتعلم المستمر يمكن أن يحمي الدماغ من التدهور المعرفي.

وأكد إيزاكسون أن تدريب الدماغ من خلال مهام العمل يمكن أن يكون واحداً من الوسائل الفعالة في تجنب الخرف، مشيراً إلى أن الحفاظ على نمط حياة صحي وتفادي العوامل الضارة مثل الكحول والتدخين وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يمكن أن يحمي الدماغ ويحافظ على صحته. وفي سياق متصل، أشارت الدراسة إلى أن الاعتماد على غذاء صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساهم في الوقاية من الخرف والحفاظ على القدرات العقلية.

إذاً، يمكن القول إن الحفاظ على النشاط العقلي والبدني والاجتماعي في سن مبكرة يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف والحفاظ على الصحة العقلية في الشيخوخة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن توظيف المهارات العقلية بشكل فعّال خلال العمل يمكن أن يكون طريقة فعالة لتجنب التدهور المعرفي والحفاظ على قوة الذاكرة. وهذا يعكس أهمية الاستثمار في النشاط العقلي والبدني منذ سن مبكرة لصحة الدماغ في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version