كشفت دراسة جديدة قامت بها مجموعة من أطباء العيون في جنوب إسبانيا، عن المخاطر التي يسببها تغير المناخ على صحة العين.

وهناك عدد من العوامل المعروفة التي تؤثر على صحة العين، كالتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والعوامل الوراثية، والشيخوخة، التي يمكن أن تؤدي إلى إعتام عدسة العين، وهي حالة تصيب ما يقرب من 94 مليون شخص، حيث تصبح عدسات العين غائمة، مما يسبب عدم وضوح الرؤية. 

ولكن في الدراسة الجديدة، اكتشف الباحثون عاملًا آخر مسببًا لإعتام عدسة العين واضطرابات العين الأخرى، وهو تغير المناخ.

تعطل العمليات البيولوجية

يزيد تغير المناخ من خطر الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على صحة العين بطرق متعددة، حيث يمكن أن تؤدي درجات حرارة الجسم التي تصل إلى 40 درجة مئوية (104 درجات فهرنايت) إلى ضربة شمس، وهي حالة تعطل العمليات البيولوجية في جميع أنحاء الجسم.

وقالت لوسيا إتشيفاريا لوكاس، طبيبة العيون في مستشفى لا أكساركويا في مقاطعة مالقة الإسبانية، إن ضربة الشمس تلحق الضرر بأنظمة الدفاع الطبيعية التي تقاوم عادةً تراكم الجزيئات الضارة، والتي تسمى أنواع الأوكسجين التفاعلية.

وتتكون عدسة العين من بروتينات بلورية يجب أن تبقى منظمة لتحافظ على شفافيتها. 

ويمكن لجزيئات الأوكسجين التفاعلية أن تتلف هذه البروتينات، “مسببةً عتامات تؤدي إلى إعتام عدسة العين”، كما تقول لوكاس. 

وبما أن العدسة لا تستطيع تجديد البروتينات، فكلما طالت مدة تعرض الشخص للحرارة، زاد خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.

وعلى الرغم من أن السن النموذجي لظهور إعتام عدسة العين هو 60 عامًا أو أكثر، إلا أن إعتام عدسة العين لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا كان أكثر شيوعًا في المناطق التي يعمل فيها نسبة عالية من الناس في الزراعة.

اضطرابات العين
وهناك طريقة أخرى يسهم بها الاحتباس الحراري في اضطرابات العين، وهي زيادة تعرضنا للأشعة فوق البنفسجية، وفقًا للوكاس.

ويعود بعض هذا إلى السلوكيات، إذ يميل الناس إلى قضاء وقت أطول في الهواء الطلق عندما يكون الجو دافئًا.

 ولكن في بعض الأماكن، مثل جنوب كاليفورنيا وكوستا ديل سول في إسبانيا، تستنزف الرياح الحارة والجافة بخار الماء من الهواء الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية عادةً، مما يسبب زيادة في التعرض لها.

وأضافت لوكاس أن الأشعة فوق البنفسجية تولد أيضًا أنواعًا من الأوكسجين التفاعلية التي تلحق الضرر بعدسة العين، ويمكن أن تلحق الضرر المباشر بالحمض النووي لخلايا العدسة.

ويعد إعتام عدسة العين أحد أكثر أسباب ضعف البصر شيوعًا في جميع أنحاء العالم. لكن تغير المناخ يسبب أيضًا زيادة في حالات أخرى من أمراض العين.

وتشمل هذه الأمراض التهاب القرنية (وهو التهاب يصيب القرنية، الطبقة الخارجية الشفافة للعين)، والظفرة (وهي نمو مفرط لأنسجة وردية لحمية فوق الجزء الأبيض من العين يسمى الصلبة)، والتهاب الملتحمة (وهو عدوى أو تهيج في العين).

التهاب الملتحمة
ووجدت الدراسات أن درجات الحرارة التي تتجاوز 28.7 درجة مئوية تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة بنحو 16% مقارنةً بدرجات الحرارة اليومية التي تبلغ نحو 10.7 درجة مئوية.

وقال طبيب العيون مالك كاهوك، في كلية الطب بجامعة كولورادو إن مواسم زراعة الحبوب (الإلقاح) وزيادة نمو العفن، وكلاهما مرتبط بتغير المناخ، يسهمان أيضًا في زيادة التهاب الملتحمة الناتج عن الحساسية.

إلى جانب هذه الآثار المباشرة، يتسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ في انعدام الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، مثل النحاس وفيتامينات (ب12) و (ب1) و (ب9)، مما قد يؤدي إلى إتلاف العصب البصري.

وخلال فترات الجفاف، غالبًا ما يضطر الناس إلى استخدام مياه غير آمنة، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالتهابات العين.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version