استيقظ رجل إيطالي من غيبوبة طويلة بعد أن تعرض لحادث دهس في روما قبل خمس سنوات، مقتنعاً أنه حالياً في عام 1980. وقال إنه يتذكر كل شيء قبل ذلك العام، ولكن لا شيء من بعده، مما حير الأطباء الذين وصفوا حالته بأنها فريدة ولا يمكن تفسيرها. تعرض لوتشيانو دي أدامو (68 عاماً) وهو يعمل طباخاً، للدهس في عام 2019 في أثناء قيامه بإخراج القمامة من المقصف.
عندما استيقظ في المستشفى، وأخبر من حوله أن الحادث وقع في 20 مارس عام 1980، عندما غادر المنزل لزيارة صديقته. أصر على أنه كان يبلغ من العمر 23 عاماً ولكن عندما نظر في المرآة صرخ وقال: «رأيت رجلاً عجوزاً، وليس أنا». قال دي أدامو إن سنوات العلاج منذ ذلك الحين فشلت في تحفيز ذاكرته.
كيارا إنكوكيا، اختصاصية علم النفس العصبي التي عالجت دي أدامو في مستشفى سانتا لوسيا في روما، تقول إن فقدان الذاكرة الناجم عن الصدمة يمكن أن يمحو الذكريات الأخيرة أو كل الذكريات. حيث استبعدت أن يتظاهر دي أدامو بفقدانه للذاكرة. وقد تحدثت زوجته معه عن الأعوام التسعة والثلاثين التي فقدها، مستخدمة الصور ومقاطع الفيديو، لكن دي أدامو يتذكر منها ومضات فقط.
حدثت حالة مماثلة في مانشستر في عام 2008 عندما استيقظت امرأة من قيلولة وهي لا تتذكر العقدين السابقين واعتقدت أنها كانت تبلغ من العمر 15 عاماً. حيث قال دي أدامو إنه «لم يكن سعيداً» وهو يكافح حالياً من أجل استعادة حياته إلى مسارها الصحيح. وقد أكد على أنه يخوض صراعاً ويعيش حياة غير محفورة في ذاكرته.
وأكمل دي أدامو رحلة الاسترجاع والتعرف على الأحداث التي فاتته خلال السنوات الثلاثين الماضية من حياته، محاولاً استعادة ذكرياته وتجربة كل ما فاته. ومع ذلك، يواجه صعوبات بالتأقلم مع الحياة الجديدة والتحديات التي تواجهه، خاصة بعد أن كان على علم بأحداث العالم خلال تلك الفترة ولم يعشها شخصياً.
في النهاية، يعبر دي أدامو عن حزنه وتحدياته في الحياة بعد فقدانه للذاكرة لمدة تصل إلى 39 عاماً، ويتحدث عن الصعوبات التي واجهها في إعادة بناء حياته والتأقلم مع الحديث وفهم العالم الذي تغير خلال تلك الفترة. يشير إلى أن الحياة التي يعيشها الآن تبدو غامضة وكأنها غير مألوفة بالنسبة له، ويعبر عن أمله في أن يتمكن من العودة إلى الحياة التي كان يعرفها سابقاً.