أثارت قضية الشاب الجزائري عمر بن عمران الذي خطف واحتجز لمدة 30 عامًا على يد جاره، حالة من الصدمة والدهشة في الشارع الجزائري، وأصبحت محل اهتمام واسع داخل وخارج البلاد بسبب طبيعتها الغريبة. وخلال جلسة النطق بالحكم، كشف بن عمران عن التفاصيل الصادمة حول معاناته خلال الفترة التي أمضاها في الأسر.
أدلى بن عمران بشهادته أمام المحكمة، مؤكدًا أنه عانى من ظروف قاسية، وأن الجاني قام بإجباره على أداء مهام مروعة تحت تأثير السحر والشعوذة. كانت من بين هذه المهام رعاية الأغنام بدون رحمة أو شفقة، ورغم ذلك، نفى الجاني جميع الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدًا أن بن عمران دخل إلى المنزل بإرادته بدون أن يتم اختطافه.
أعرب محامي بن عمران عن الآلام النفسية والجسدية التي مر بها موكله طيلة 30 عامًا، واعتبر أن هذا أسوأ من القتل. تم صدور أحكام بحق المشتبه بهم، حيث حُكم على المتهم الرئيسي بالسجن المؤبد، وتراوحت الأحكام بحق الآخرين بين البراءة والسجن لمدة 6 أشهر، وذلك وفقًا لتقارير من المحكمة.
وفي نهاية المحاكمة التي استمرت لساعات، تم النطق بحكم السجن المؤبد بحق الجاني الرئيسي، الذي احتجز بن عمران لأكثر من 30 عامًا في قبو بيته في بلدية الفديك بولاية الجلفة. لاقت القضية اهتمامًا كبيرًا من الرأي العام نظرًا لغرابتها ولتأثيرها الكبير على الشارع الجزائري.
وفي مشهد مؤثر، وجد الشاب بن عمران يوم 13 مايو 2024 في قبو للمواشي بعد بحث دام لعدة عقود، وقد كان كلبه ينتظر في الخارج لأسابيع، قبل أن يعثر عليه مقتولًا. وكانت والدة بن عمران تكترث بابنها وتقول إنه عند الجار، وقد أثارت شهادات الجيران استغراب العديد من الناس لعدم اكتشافهم للحقيقة داخل المنزل على الرغم من قرب المسافة بين المنازل.
بعد العثور على بن عمران، بدأت عائلته بالاحتفال بعودته وبدأ يستعيد اللغة ويعرف الناس من حوله، مؤكدًا أنه كان يرى الناس من وراء النافذة لكن لم يستطع الخروج. تم وضعه في جناح خاص في المستشفى للعناية النفسية والصحية، وكان يتم السماح بزيارته فقط لأفراد عائلته.