يشير مقال نشر في المجلة العلمية الطبيعية إلى أن الساعات قد تضطر في المستقبل إلى تجاوز الثانية، والتي تعرف بـ “نقص الثانية الزائدة”، حوالي عام 2029. وذكرت الدراسة أن التغيير في الزمن جاء نتيجة لتأثير الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى تسرُّع في دوران الأرض. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التسرُّع إلى تجاوز ثانية من عمر الساعات في غضون الأعوام القادمة.

وأكد باحثون في هذا المجال أن ارتفاع درجات الحرارة العالمي يلعب دوراً في تغيير الزمن، إذ أن الانصهار السريع للجليد في القطبين بسبب تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري يساهم في تباطؤ دوران الأرض، مما يتطلب إجراء تعديلات زمنية دقيقة. كما أن الانصهار يقلل من كتلة الجليد وبالتالي يحرِّك الأرض نحو الخط الاستوائي، مما يؤدي إلى بطء في الدوران على غرار حركة التزحلق على الثلج.

تبينت أن التباطؤ في دوران الأرض مرتبط بتطوُّر الناحية الداخلية للكوكب، التي تعمل في اتجاه سرعة زيادة منذ نحو 50 عاماً. وتوضح الدراسة أنه إذا لم يكن هناك تأثير قوي من الانصهار الجليدي على الدوران، كان يجب أن تتم الإضافة في عام 2026 بدلاً من 2029.

وعلى مدى آلاف السنين، كانت الأرض تتباطأ في دورانها مع تغير مستمر، ولكن عندما قام العلماء بتبني الساعات الذرية كمعيار زمني رسمي، تطابقت معايير الزمن الزلزالي والزمن الذري. وبدأ تعريف نقط الفيصل المعروفة باسم “الثانية الزائدة” لتصحيح توقيت الساعات.

ويعتقد بعض الخبراء أن هذا التعديل في الزمن يؤدي إلى مشاكل في الأنظمة الحاسوبية، ومع ذلك تم التوصل إلى حلول تقنية تجنب تلك المشاكل. كما قرر المحافظون على الزمن في العام 2022 بالتخفيف من إدخال أو حذف الثواني الزائدة على عدة خطوات لجعل الأمر أقل احتمالية.

وبالرغم من توقعات عدد من العلماء بظهور “الثانية الزائدة” في المستقبل القريب، فإن هناك فريق علمي يشكِّك في الحاجة الملحة لهذا التعديل، ويعتبر أنه يُضاف بناءً على معرفة جديدة ولا يُجزم بحدوثه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.