لم تقتصر المنافسة الفنية الشرسة في شهر رمضان 2025 للفوز بلقب الأكثر مشاهدة، على الأعمال الدرامية فقط، فكان للبرامج نصيب من هذه المنافسة على المشاهدات وتصدر «التريند»، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول برامج الشهر الفضيل، ورأى جانب غير قليل من المتابعين أن برامج المقالب هذا العام فقدت جزءاً كبيراً من بريقها، مقارنة بالأعوام الماضية، ورغم ذلك لم يخلُ المشهد من مفاجآت، لعل أبرزها النجاح الكبير وغير المتوقع الذي حققته سلسلة حلقات «قطايف»، التي يقدمها الفنان المصري، سامح حسين، حتى يمكن اعتبارها مفاجأة شهر رمضان 2025.

حديث الساعة

وحقق برنامج «قطايف»، الذي يعرض منذ بداية رمضان عبر «يوتيوب»، ملايين المشاهدات، وأصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر «التريند» لأيام، وهذا النجاح تُوّج بإشادة من الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، به وبما يقدمه من محتوى يعزز القيم والأخلاق الأصيلة لدى الأجيال الجديدة، كما كرم وزير الأوقاف المصري، الدكتور أسامة الأزهري، الفنان سامح حسين، تقديراً لعطائه وما قدمه من محتوى هادف من خلال هذا البرنامج.

من جانبه، وصف سامح حسين، الذي احتفت به دولة الإمارات ومنحته الإقامة الذهبية منذ أيام، نجاح برنامجه بـ«المعجزة»، خصوصاً أنه يصوره في «صالون بيته»، كما ذكر، ومن دون كلفة إنتاجية تذكر، معرباً عن خوفه أن ينام ويستيقظ ليجد نفسه في حلم وليس واقعاً ملموساً، وقدم شكره لفريق العمل في البرنامج، ولكل من سانده وأشاد به، كذلك أهدى، وأسرة البرنامج، حلقات «قطايف» إلى التلفزيون المصري.

النجاح الضخم الذي حققه البرنامج لم يمنع بعضهم من توجيه انتقادات له، معتبرين أن تقديم محتوى لها طابع ديني يجب أن يكون من خلال متخصصين، ولا يكون متاحاً للجميع.

مدفع «نمبر وان»

إلى جانب «قطايف»، شهد الموسم الجاري عرض عدد من البرامج المختلفة، من أبرزها برنامج «مدفع رمضان»، الذي يحضر الفنان محمد رمضان من خلاله بعد غياب عن المشاركة في الموسم الدرامي لمدة عامين، واستطاع البرنامج الذي تقوم فكرته على تقديم جوائز لمساعدة البسطاء من الجمهور على تحقيق أحلامهم، وهو فتح مجال المقارنة بينه وبين برامج قديمة مثل «كلام من ذهب» و«الجائزة الكبرى»، ورغم ما أعلنه محمد رمضان من أن برنامجه يهدف إلى إدخال السعادة إلى قلوب البسطاء، إلا أنه أثار الكثير من الجدل انقسم فيه الجمهور إلى فريق يشيد به وبما يقدمه من مساعدات للجمهور، ولذلك حقق جماهيرية، بينما وجد بعضهم الآخر أن البرنامج يلعب على أحلام البسطاء، ويروج لأفكار البحث عن الربح السريع، كما انتقدوا أسلوب الفنان محمد رمضان، وما يتسم به من استعراض واضح ولهجة متعالية، كذلك شكك مغردون في مدى حيادية اختيار الفائزين في البرنامج، هذه الانتقادات ارتفعت وتيرتها بعد أن ظهر محمد رمضان عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي وهو يرتدي زياً صنع بالكامل من الذهب الخالص عيار 24، خلال زيارته إلى الهند لتصوير عمل جديد هناك، معتبرين أن هذا التصرف يمثل استفزازاً لمشاعر البسطاء من جمهوره.

«رامز إيلون مصر»

وكالعادة كانت برامج المقالب حاضرة ضمن خريطة شهر رمضان، ومن أبرزها برنامج الفنان رامز جلال، الذي يحمل هذا العام عنوان «رامز إيلون مصر»، ولكنه وفقاً لآراء المهتمين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كثير من بريقه، مرجعين ذلك إلى تكرار الفكرة العامة له، وعدم تقديم جديد يحقق فارقاً مهماً، وهو ما ينطبق أيضاً على برنامج «بروود كاست» الذي يقدمه الفنان حسن العسيري، ويتشابه مع برنامج «حيلهم بينهم» الذي كان يقدمه عمرو رمزي في عام 2006، وتعتمد فكرته على استفزاز ضيوف البرنامج وإثاره غضبهم قبل أن يكشف لهم حقيقة المقلب.

واللافت أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي علّقوا على المنافسة بين البرامج الرمضانية، معتبرين أن «مدفع رمضان» سحب البساط من «رامز إيلون مصر»، ثم جاء «قطايف» ليسحب البساط من الجميع.


حوارات بلا مفاجآت

التكرار كان سبباً أيضاً في تراجع تأثير البرامج الحوارية في رمضان هذا العام، وعدم تحقيق نجاح يفوق ما سبق أن حققته في المواسم السابقة، إذ اعتمدت على استضافة فنانين سبقت إطلالتهم في هذه النوعية من البرامج من قبل، وتوجيه أسئلة ساخنة لهم تمس موضوعات شخصية أو جدلية خاصة بهم، فجاءت الإجابات مكررة، ولم تُثِر الجدل الذي سعى صنّاع هذه البرامج لتحقيقه.

سامح حسين:

. نجاح برنامجي «معجزة»، خصوصاً أنني أصوره في صالون بيتي، ومن دون كُلفة إنتاجية تُذكر.

. رواد لمواقع التواصل أكدوا أن «رامز» يكرر نفسه، ولا يقدم جديداً يحقق فارقاً مهماً.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.