وسط برنامج ثقافي حافل بالفعاليات والإصدارات النوعية الجديدة، تتواصل فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حتى الخامس من مايو المقبل.

وشهد المعرض زيارة وزير دولة لشؤون الشباب رائد الفضاء الإماراتي، الدكتور سلطان النيادي، الذي شهد توقيع قصة «نجم سهيل» التي كتبتها ابنته ريم، وتم إصدارها بالتعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ومنصات «عالم ماجد».

وقبل توقيع الكتاب، تابع النيادي برفقة ابنته ريم وعدد من الأطفال فيلماً مسجلاً له يروي قصة (سهيل) في الفضاء، وهي مغامرة تدور حول نجم «سهيل»، الذي يهبط إلى الأرض ويبدأ رحلته محاولاً العودة إلى موطنه في السماء بمساعدة مركز محمد بن راشد للفضاء.

وخلال هذه الرحلة، يخضع (سهيل) لتدريبات مختلفة ويتعلّم مفاهيم أساسية حول الفضاء بأسلوب تفاعلي يحفّز شغف الأطفال بعلوم الفضاء.

كذلك شارك النيادي في جلسة حوارية بعنوان «من الحلم إلى الواقع.. ريادة الإمارات في عالم الفضاء»، التي جمعته بالمدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، سالم سعيد المري.

من جهة أخرى، يضم معرض أبوظبي الدولي للكتاب مجموعة نادرة من المخطوطات النادرة يعرضها عدد من دور النشر المتخصصة في هذا المجال، منها دار بيع الكتب النادرة بيتر هارينغتون، التي تعرض مجموعة من أولى الكتب المطبوعة في العالم العربي، يتقدمها عددٌ من الكتب الأولى المطبوعة باستخدام الحروف المتحركة، وهي مجموعة تتقصى الإرث الغني وغير المتوقع لغزو نابليون لمصر عام 1798، وتعرض الدار وللمرة الأولى بالمنطقة، 10 مقتنيات بارزة من إنتاج المطبعة التي أسسها نابليون في مصر، المطبعة الشرقية الفرنسية في الإسكندرية (التي سُميت لاحقاً المطبعة الوطنية بالقاهرة بعد انتقالها إلى العاصمة المصرية)، ومطبعة بولاق، أول مطبعة حكومية في مصر، وتروي هذه المقتنيات في طياتها كيف حفز الاحتلال العسكري ثورة في مجال الطباعة على مستوى العالم العربي.

وأشار بوم هارينغتون إلى أن هذه الكتب هي نسخ من مطبوعات عربية ضاربة في العراقة (incunabula)، موضحاً أنه في أوروبا يشير هذا المصطلح إلى مهد الطباعة والكتب المطبوعة قبل عام 1501، أما في العالم العربي الذي كانت تهيمن عليه ثقافة المخطوطات، فظهرت الكتب المطبوعة المماثلة لاحقاً تحمل الأهمية التاريخية والثقافية ذاتها.

وتضم المعروضات أيضاً مقتنيات أخرى منها نشرة نادرة وغير مسجلة من قبل أصدرتها مطبعة نابليون المتنقلة في الإسكندرية أثناء الحملة السورية (1799)، وهي من أوائل الأعمال المطبوعة في مصر باستخدام الحروف المتحركة، وتجسد توظيف نابليون للصحافة كأداة استراتيجية للتأثير والسيطرة. وإصدار بولاق عام 1835 لكتاب «ألف ليلة وليلة»، وهذا أول إصدار كامل يطبع في العالم العربي، والأساسي الذي تستند إليه الترجمات الحديثة، بالإضافة إلى معجم فرنسي عربي (1799) من إصدار المطبعة الوطنية، ويُرجّح أنه أول معجم من نوعه ينشر بشكلٍ مستقل، ونصوص قرآنية ونحوية من إصدار مطبعة بولاق، تشكّل نماذج لسحر الطباعة العربية المبكرة. وتجسد هذه الأعمال الصحوة التقنية التي شهدتها المنطقة، وتؤرخ للمراحل المبكرة من النهضة الفكرية والأدبية الأشمل التي اجتاحت العالم العربي خلال القرن الـ19، والتي أثرت على كل شيء بدءاً من حوكمة الدولة وحتى الدراسات الدينية.

. سلطان النيادي تابع برفقة ابنته وعدد من الأطفال فيلماً مسجلاً يروي قصة سهيل في الفضاء.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.