تعتبر الأكلات الشعبية جزءًا هامًا من التراث والثقافة المحلية في الإمارات العربية المتحدة، وهي تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الإماراتية. يُعتبر الهريس واحدًا من أبرز الأطعمة التقليدية في المطبخ الإماراتي والخليجي بشكل عام. وحظي الهريس باهتمام كبير من قبل الإمارات، حيث تم تسجيله كجزء من التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو بعد مساعي الترشيح الناجحة من الإمارات بالتعاون مع السعودية وسلطنة عمان.

يعتبر الهريس أحد الطبق الشهيرة التي لا تخلو من مائدة الإمارات، خاصة في المناسبات العائلية مثل الأعراس والأعياد وخلال شهر رمضان المبارك، حيث يُطلق عليه غالبًا لقب “سيد المائدة” نظرا لأهميته وشهرته. يقام الهريس في العديد من المناسبات التي تحضرها العائلة والأحبة، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من التقاليد الشعبية.

تعني كلمة الهريس الطلوع، وهو عبارة عن طبق يقدم للاحتفال بانتهاء فترة النفاس واكتمال المولود لمدة أربعين يومًا بعد الولادة. يتكون الهريس أساسًا من حبوب القمح المنقوعة وقد يُضاف إليه اللحم ومواد أخرى لتحسين النكهة. كانت عملية إعداد الهريس تحظى بمشاركة أفراد العائلة معًا، حيث يتجمع الجميع حول القدر الكبير الذي يتم فيه طهي الهريس.

على الرغم من تقديم الهريس بشكل تقليدي، إلا أن هناك طرق أخرى لإعداده، مثل تركه في قدر موضوع في حفرة خاصة في الأرض وتطهيره بالجمر. يمكن أيضًا مزج الهريس بالسمن المحلي أو تزيينه بالبصل المقلي. يعتبر الهريس من الوجبات الشهية ذات المذاق الفريد التي يمكن تناولها في مختلف المناسبات الخاصة.

بالنظر إلى شهرة الهريس وأهميته الكبيرة في المجتمع الإماراتي، لا شك أنه يعتبر جزءًا مهمًا من التراث الغذائي في الإمارات. يعكس الهريس الروح العائلية والاجتماعية في الإمارات، ويعتبر رمزًا للتواصل والتآلف بين أفراد المجتمع. تعكس عملية إعداد الهريس التقليدية قيم العمل الجماعي والتعاون بين أفراد الأسرة، مما يجعلها تحفة فنية وثقافية لا تقدر بثمن.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.