رغبت روان الحربي، عند تخرجها في عام 2017، في العمل في قطاع التعليم الذي يهيمن عليه الإناث. ومع ذلك، وجدت فرصة للعمل في شركة جونسون كنترولز أريبيا، وهي مصنع لتكييف الهواء في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على بعد 100 كيلومتر شمال جدة. وبدأت بالعمل ما يزيد عن عشرين امرأة سعودية في قسم الكهرباء والتحكم، وهن يعملن جنبًا إلى جنب مع زملائهن الرجال. وبفضل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتنويع الاقتصادي وتحديث المجتمع، أصبحت الوجود النسائي في حياة اليومية شيئًا شائعًا بشكل متزايد.
وبينما كانت نسبة مشاركة العمالة النسائية في القطاع الصحي والتعليمي ثابتة منذ الستينيات، كانت عملية دمج المرأة السعودية في سوق العمل خارج هذين القطاعين بطيئة في البداية. وكان ذلك بسبب المحافظين الدينيين وأصحاب الأعمال الذين كانوا غير مستعدين لتلبية متطلبات الحكومة. وقد بدأت أول تغييرات تحدث منذ عقد من الزمان، عندما بدأت الحكومة في تنفيذ سياسة تم اعتمادها في عام 2006 تسمح للنساء بالعمل في متاجر الملابس الداخلية ومنتجات التجميل.
ومع ذلك، وبينما كان تقديم النساء للدعم المالي مسؤولية الرجل وحدها، بدأت العديد من النساء الآن في كسب المزيد من الأموال من أزواجهن. ولكن مع ارتفاع حالات الطلاق وانخفاض معدل الإنجاب، كثير من الناس يشعرون بعدم الراحة تجاه هذه التغييرات. ورغم الازدياد في عدد النساء في سوق العمل، فإنهن ما زلن غائبات تماماً عن المناصب القيادية العليا سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. ومع ذلك، يعتقد كثير من النساء أن التقدم الذي تم حتى الآن يجب أن يُحتفى به ويستخدم كقاعدة للانطلاق.
ومن الملفت للنظر أن الحكومة السعودية استدعت العديد من السفراء النساء في السنوات الأخيرة، ولكن لا توجد نساء في الحكومة. وقالت نجاة الصومالي، رئيس قسم الموارد البشرية في جونسون كونترولز، إن الأوقات التي يعيشونها الناس اليوم يجب أن يقدروها حقًا والاستفادة من الفرص التي تتيحها. وبينما أدت الاستقلال المالي إلى زيادة حالات الطلاق، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى انخفاض في معدل الإنجاب حيث يعطى الأولوية للنساء لتقدمهن في مجال العمل على رعاية الأطفال.
وحتى الآن، فقد تحولت تكامل المرأة السعودية في القوى العاملة إلى نقطة مضيئة في وسط الاقتصاد السعودي الذي يعاني من صعوبات في جذب الاستثمار وإطلاق صناعات جديدة. تظهر أرقام الهيئة العامة للإحصاء أن نسبة المشاركة كانت 35.8٪ في الربع الثاني, متفوقة على الهدف الذي كان قد حدد بـ 30٪ من الجدول الزمني سنين قبل الموعد. في عام 2015، كانت نسبة المشاركة 16.4٪. ورغم تباطؤ العملية بمستهلكة في البداية بسبب المحافظين الدينيين وأصحاب الأعمال، فإن تكامل النساء في السوق ساهم في رفع جودة الخدمات في بعض المجالات.