صار المسلسل البريطاني القصير «المراهقة»، الذي تدور أحداثه حول قصة مراهق قاتل، الأكثر نجاحاً هذا الموسم، حيث بدأ الجميع يتحدث عن هذه الدراما النفسية المثيرة.

وحقق المسلسل أكثر من 66 مليون مشاهدة حول العالم خلال الأيام العشرة الأولى من عرضه، الذي بدأ في 13 من مارس.

وقالت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، إن العمل المكون من أربعة أجزاء، هو «الأقرب إلى الكمال بين الأعمال التلفزيونية التي تم تقديمها منذ عقود»، وهو من تأليف جاك ثورن وستيفن جراهام، وتبلغ مدة عرضه ثلاث ساعات و50 دقيقة.

ماذا عن الاسم؟

«المراهقة» هي المرحلة الانتقالية التي يمر بها صغار السن، والتي عادة ما تكون شديدة الصعوبة ومضطربة وغير متوقعة وتتسم بقوة المشاعر والعواطف، كما يصفها المسلسل بأن «هناك أشياء شديدة الجنون تحدث في عقل الطفل» خلال هذه المرحلة.

أما عن نوع العمل، فتدور أحداث المسلسل حول جريمة قتل، وهو ما قد يدفع البعض لوصفه بأنه مسلسل جريمة وإثارة، ولكن لا نتوقع منه غموضاً. ويتمكن المشاهد من الحلقة الأولى أن يحصل على إجابة لسؤال «من الذي ارتكب الجريمة؟»، وهي ليست النقطة المحورية في المسلسل.

إنه ليس حتى مسلسلاً عائلياً أو يدور حول فكرة مرحلة النضوج، بل هو أقرب لأن يكون دراما اجتماعية تطرح سؤالاً، هو: «ما هو تأثير عنف الولد على من حوله؟ وهل هناك شخص مسؤول عن ذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو؟».

تدور أحداث المسلسل، المكون من أربعة أجزاء، حول الصبي جيمي ميلر (الذي يجسد دوره أوين كوبر) (13 عاماً) الذي يطعن زميلة له في الصف المدرسي. وفي اليوم التالي، عندما اقتحمت الشرطة غرفة نومه وقف والداه (اللذان يجسد دورهما ستيفن جراهام وكريستين تريماركو) مذهولين وعاجزين. كما تؤثر الواقعة على أخته الكبرى ليزا (التي تجسد شخصيتها الممثلة الشابة إيميلي بيز). ومن خلال جريمة قتل الطالبة كاتي، يستكتشف المشاهد نفسية الصبي القاتل، الذي من الواضح أنه شديد التأثر بالتنمر والعزلة الاجتماعية وأنماط التفكير الخطيرة.

ولكن، لماذا يتحدث الجميع عن المسلسل؟ لقد كانت نقطة الانطلاق بالنسبة لكاتبي المسلسل، هي الارتفاع الحاد في معدلات جرائم الطعن بين الشباب في بريطانيا، وكيف يتم تحويلهم إلى متطرفين عبر الإنترنت. يحظى المسلسل بتأثير قوي على المشاهدين، ولا تدور أحداثه حول قصة يسهل للمرء أن ينساها.

وعما يجعل المسلسل شديد التميز، فإنه مكون من أربع حلقات، مدة كل منها ساعة تقريباً، كل منها مصور في لقطة واحدة. ويمكن للمشاهد أن يرى حركات كاميرا مذهلة، من خلال الإخراج الذي تم بمنتهى المهارة والبراعة على أيدي مخرج العمل، فيليب بارانتيني. وتطلبت حركات الكاميرا البانورامية والسريعة المذهلة، تخطيطاً وتنسيقاً دقيقين من جانب الممثلين وطاقم العمل وجميع من شاركوا فيه.

أما عن مشكلة الأسرة في العمل، فإن مسلسل «المراهقة» لا يقدم للمشاهد إجابات سهلة. إن بطل المسلسل لديه والدان يحبانه كثيراً، ولكنهما لا يعرفان احتياجات ابنهما. يوفران لابنهما جهاز كمبيوتر في غرفته، ولكنهما لا يراقبان ما يفعله على الإنترنت. ويتضح أن العالم الرقمي مكان قاس، ومن بين الرسائل التي يطرحها المسلسل، أن الآباء عليهم معرفة ما يفعله أبناؤهم.

نجم العمل

ويضم المسلسل عدداً من الممثلين، لكن يظل أبرز اكتشاف في المسلسل هو – بلاشك – أوين كوبر، المولود في عام 2009. وكان أداؤه في الحلقة الثالثة، وهي الأولى التي تم تصويرها بين حلقات المسلسل، قوي لدرجة جعلته أشبه بوحش صغير.

وفي ذلك الوقت، تسأله الطبيبة النفسية بريوني أريستون (التي تجسد دورها إيرين دوهيرتي)، في مركز احتجاز الأحداث، عما فعله.

وتعد رسالة المسلسل هي أن هناك العديد من المراهقين في عصر الإنترنت، ممن يحاولون تعويض عدم ثقتهم بأنفسهم من خلال الرجولة العدوانية، وهو أمر قد يكون ساماً ومدمراً للغاية.

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالمسلسل وبالموضوع الرئيس الذي يدور حوله. ويرى الكثير من الآباء والأمهات والأشخاص الذين يعملون مع المراهقين، أن هناك مشكلة تواجه الأولاد والشباب وتحتاج إلى المعالجة. ويقول ستارمر (62 عاماً) الذي يستمتع بمشاهدة المسلسل مع ابنه (16 عاماً) وابنته (14 عاماً) «أنا شخصيا آخذ الأمر على محمل الجد».

 

 

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.