كشفت الدراسات أن المهام اليومية البسيطة يمكن أن تؤثر على أدمغتنا بطريقة تجعلنا أكثر تعبًا. فقد وجد الباحثون أن تراكم مادة كيميائية معينة في الدماغ، مثل الغلوتامات، قد يكون السبب وراء صعوبة اتخاذ القرارات العقلانية بعد يوم حافل بالمهام الذهنية.

وعندما يتخذ الشخص قرارًا، يحتاج الدماغ إلى إرسال إشارات eléctricas بين مناطق مختلفة عبر الخلايا العصبية، وهذا يتطلب وجود الغلوتامات كمادة كيميائية ناقلة. ووجد الباحثون أن بعد اتخاذ قرار، تزداد تراكم الغلوتامات بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى انسداد الدماغ وضعف القدرة على اتخاذ المزيد من القرارات.

تركز الباحثون على القشرة الجبهية الجانبية في الدماغ، التي تلعب دورًا رئيسيًا في التعامل مع المهام الصعبة واتخاذ القرارات. ولاحظوا أن الأشخاص الذين يقومون بالمهام الأصعب يظهرون علامات تعب أكثر، مثل اتساع حدقة العين، مما يشير إلى تأثير التعب على أدائهم.

كانت دراسات أخرى تشير إلى أن الإجهاد الناتج عن اتخاذ القرار يؤثر على القدرة على التفكير السليم. وأظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Chronobiology International عام 2016 أن الناس يتخذون قرارات أكثر عقلانية في الصباح. بينما كشفت دراسة نُشرت في مجلة Retailing and Consumer Services عام 2021 أن الناس يكونون أكثر عرضة لاتخاذ القرارات الاندفاعية في وقت متأخر من اليوم.

يمكن أن يساهم النوم في إعادة توازن مستوى الغلوتامات في الدماغ، مما يساعد في تخفيف الضغوط الناتجة عن اتخاذ القرارات. ومع ذلك، تحتاج هذه النظرية إلى دراسات أخرى لتأكيد صحتها وفاعليتها في التعامل مع تأثير القرارات العقلانية على الأداء العقلي والجسدي.

بشكل عام، يتعين علينا أن نكون حذرين في اتخاذ القرارات الهامة أو الصعبة بعد يوم مليء بالمهام العقلية البسيطة، وأن نعتني بصحة عقولنا من خلال الراحة والنوم الكافي والتغذية السليمة. وعلينا أيضًا السعي للمزيد من البحث والدراسات لفهم تأثير القرارات على أداءنا اليومي وكيفية التعامل معه بفعالية لتحسين جودة حياتنا العقلية والجسدية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version