قد تُمكّن خوارزمية طوّرها باحثون من المركز الطبي الجامعي بأمستردام في هولندا، بالاعتماد على بيانات أكثر من نصف مليون مريض، الأطباءَ العامين من تسريع وتيرة تشخيص الإصابة بسرطان الرئة.

وأفادت دراستهم بأن الخوارزمية المطوَّرة، التي ترتكز على تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي، تستطيع تحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، قبل 4 أشهر، مقارنة بمواعد التشخيص الحالية.

ووفق نتائج الدراسة المنشورة الثلاثاء، في دورية «برتيش جورنال أوف جينرال بركتيس» المعنية بنشر أبحاث ممارسات الطب العام، تفحص الخوارزمية جميع المعلومات الطبية، بما في ذلك الملاحظات المعقدة وغير المنظمة التي دوّنها الطبيب العام على مر السنين،

ويقول مارتين شوت، أستاذ الذكاء الاصطناعي في المركز الطبي الجامعي بأمستردام، في تصريح نُشِر، الأربعاء، على موقع المركز: «تلتقط الخوارزمية إشارات تنبُّئية من التاريخ الطبي للمرضى. وبهذا، تحدد الخوارزمية نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى قبل 4 أشهر من الموعد الحالي».

استخدمت دراسات وخوارزميات أخرى متغيرات محددة مسبقاً، مثل متغيري «التدخين» أو «سعال الدم».

كما حلَّلت الدراسة الجديدة ملفات أكثر من 525 ألف مريض من 4 شبكات أكاديمية للأطباء العامين في هولندا بكل من أمستردام وأوتريخت وخرونينجن، شُخّص 2386 منهم بسرطان الرئة. وجرى التحقق من صحة التشخيصات باستخدام السجل الهولندي للسرطان، واستخدمت البيانات للتنبؤ بتشخيص سرطان الرئة قبل 4 أشهر قبل الإحالة.

ويقول أمين أبو حنا، أستاذ علوم المعلومات السريرية في المركز الطبي الجامعي بأمستردام: «تحتوي ملاحظات الطبيب العام على معلومات حول تاريخ المرضى، مما يُمكّننا من اكتشاف مرضى السرطان في وقت أبكر بكثير، بفضل تلك الخوارزمية الجديدة».

ولكنه شدَّد على أنه «يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الأجزاء المحددة التي ينبغي أن تستخدمها الخوارزمية حتى نتمكن من استخدامها بشكل عملي».

فوائد عدة
ووفق النتائج، فقد تُخفِّف هذه الطريقة أيضاً من أعراض أنواع أخرى من السرطان، التي غالباً ما لا تُكتشف إلا في مراحل متقدمة، مثل سرطان البنكرياس أو المعدة أو المبيض. كما تُحسّن هذه الطريقة من فرص بقاء المريض على قيد الحياة وجودة حياته، وتكون التكاليف أقل.

ويُشخَّص العديد من المرضى بسرطان الرئة في مرحلة متقدمة، وغالباً ما يموت 80 في المائة منهم خلال عام.

وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الحصول على التشخيص قبل 4 أسابيع له تأثير ملحوظ على التوقعات. لذا، يُحتمل أن يكون الحصول على التشخيص قبل 4 أشهر من مواعيد التشخيصات الحالية مكسباً كبيراً، كما يوضح هينك فان فيرت، الأستاذ الفخري في الطب العام.

ويشدد باحثو الدراسة على أنه مقارنةً ببرامج الفحص الوطنية الحالية، تُولّد الخوارزمية نتائج إيجابية خاطئة أقل، ويمكن اختيار التشخيص ببساطة أثناء الاستشارة الطبية.

ولا يزال سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً. وعلى الرغم من التقدم في سبل العلاج، لا يزال تشخيصه ضعيفاً، ودون المستوى المطلوب. وأشارت الأبحاث السابقة إلى زيادة كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة عند بدء العلاج في توقيت مبكر من الإصابة.

وباستخدام الطريقة الجديدة، يُمكن تحديد غالبية مرضى سرطان الرئة التي قدرت النتائج نسبتهم بـ62 في المائة قبل 4 أشهر مقارنة بما يجري حالياً، وهو ما يُتوقع له أن يُحدِث فرقاً كبيراً في التكاليف أيضاً. ومع ذلك، لا تزال هذه الطريقة بحاجة إلى التحقق من صحتها في مختلف البلدان وأنظمة الرعاية الصحية، وفق الباحثين.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.