تحتل واجهات المباني في وسط مدينة الدار البيضاء في المغرب اهتمام عدد من الزوار، فهي تمتلك تراثاً معمارياً فريداً يجمع بين النمط الأوروبي والخصوصيات المحلية. تعقد جولات “ليالي التراث” خلال شهر رمضان لاكتشاف هذه الواجهات والتعرف على تاريخها.

يركز التراث المعماري في الدار البيضاء على المباني التي شيدت في فترة الحماية الفرنسية من عام 1912 إلى عام 1956، حيث شهدت المدينة توسعاً عمرانياً كبيراً مع نمو الاقتصاد الاستعماري. تم في هذه الفترة ملاءمة تصورات عمرانية متقدمة مع الخصوصيات المغربية، مما أدى إلى تطور مميز في المعمار.

تتميز المباني في وسط مدينة الدار البيضاء بأساليب معمارية متنوعة تمثل تطوراً من المعمار الكولونيالي في الجزائر وتونس إلى المعمار المغربي الجديد، ثم ازدهار الآرت ديكو المتماشي مع النمط المعماري المحلي. يعتبر هذا التنوع في الأساليب عنصراً مميزاً في تراث المدينة.

تقع كثير من هذه المباني وسط المدينة حول الحي الإداري الذي يضم المحكمة الابتدائية والولاية والبريد وبنك المغرب، مع ساحة واسعة تتوسطها نافورة تضيء خلال الليل. لكن صخب الشوارع يجعل الكثيرين يتجنبون التجوال في هذا الفضاء رغم جماله وأهميته التاريخية.

تستعرض الشابة ليلى أمثلة متنوعة للامتزاج بين الأساليب المعمارية في المدينة، مثل المقر الولائي الذي يستوحى من قصر في مدينة سيينا الإيطالية، والبنك المركزي الذي يتأثر بالمساجد التقليدية في المغرب. وتشير إلى أهمية الحفاظ على الهندسة الأصلية للمباني القديمة.

تعد الوزارة المغربية للثقافة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المحلية حتى الآن 483 واجهة من مباني الدار البيضاء على لائحة الآثار الوطنية، مما يلزم أصحاب هذه الممتلكات بالحفاظ على الهيكل الأساسي للمباني خلال أي أعمال صيانة أو تجديد. يعكس هذا التدبير الحكومي أهمية الحفاظ على التراث المعماري للمدينة والحفاظ على جماليتها وسحرها التاريخي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version