لترحّب بالعالم في تجربة تمزج بين عراقة التراث وروح الابتكار والتعاون الدولي في المجالات المختلفة، افتتحت دولة الإمارات، أمس، جناحها الوطني في معرض «إكسبو 2025 أوساكا – كانساي»، واستُلهم تصميم الجناح من النخلة، برمزيتها التاريخية والتراثية، ليسلّط الضوء على معالجة معاصرة لنمط العريش المستمد من العمارة التقليدية الإماراتية، من خلال دمج مخلفات النخيل الزراعية مع براعة النجارة اليابانية.
وتتجلى السمة المعمارية الأبرز في «غابة» مؤلفة من 90 عموداً من «اليريد»، ترتفع حتى 16 متراً، لتشكّل مشهداً بصرياً لافتاً.
ويُجسّد جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا» روح التعاون العالمي، إذ يجمع بين الخبرات الإماراتية واليابانية والعالمية ضمن عملية تصميم تشاركية، تمزج بين الأصالة والابتكار، ليكون بمثابة شهادة على التعاون العالمي المتكامل.
ويستمتع زوار الجناح بتجربة غامرة متعددة الحواس، تحتفي بمستكشفي دولة الإمارات في الفضاء، وروّادها في الرعاية الصحية، وأمناء الاستدامة، وذلك من خلال الوسائط المتعددة، والأعمال الفنية التركيبية، والتصميم الداخلي المدروس بعناية.
طموحات وإنجازات
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمبعوث الخاص لدولة الإمارات إلى اليابان الدكتور سلطان أحمد الجابر، إن المشاركة في إكسبو أوساكا تهدف إلى تسليط الضوء على جهود الإمارات الهادفة إلى تحويل الطموحات إلى إنجازات واقعية، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة، وبناء الشراكات وخلق فرص نوعية للاستثمارات المُجدية اقتصادياً، بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتأهيل وتدريب وصقل كفاءات ومهارات وقدرات الكوادر البشرية، وتحقيق نقلة نوعية في تحديث وتطوير القطاع الصناعي، وتوفير حلول شاملة للجميع.
وأكّد أن الشراكة القوية مع اليابان ومع الدول الصديقة في أنحاء العالم، ستسهم في رسم ملامح مستقبل يركز على تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
بينما قالت وزيرة دولة في وزارة الخارجية، نورة بنت محمد الكعبي، إن المشاركة في «إكسبو 2025 أوساكا» تمثّل امتداداً للمشاركة طويلة الأمد مع العالم من خلال المنصات التي تشجّع الحوار والتعاون والسعي نحو التقدّم المشترك، مؤكدة أن العودة إلى أوساكا تحديداً ذات دلالة مهمة، كونها شهدت مشاركة أبوظبي لأول مرة في معرض «إكسبو» العالمي في عام 1970.
من جانبه، قال سفير فوق العادة لدولة الإمارات لدى اليابان، والمفوض العام لجناح الدولة في «إكسبو 2025 أوساكا – كانساي» شهاب أحمد الفهيم، إن أهمية الجناح لا تقتصر على استعراض الإنجازات فحسب، بل يُعدّ بمثابة منصة للتبادل المؤثر والشراكة المتينة، معرباً عن الفخر بسرد قصة الإمارات في أوساكا، وبتعميق العلاقة الخاصة التي تربط بين الإمارات واليابان والتي تمتد عبر خمسة عقود، وتواصل نموها من خلال الطموح المشترك والاحترام المتبادل.
السفراء الشباب
وتشترك دولة الإمارات واليابان في قيمهما المتجذرة، وتربطهما شراكة استراتيجية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 50 عاماً، وتشمل التعاون في قطاعات الطاقة والتجارة والتعليم والثقافة والفضاء والتقنية.
وتضطلع مجموعة السفراء الشباب المكونة من 46 شاباً، من بينهم 24 شاباً إماراتياً، بدور كبير في الجناح، ليجسدوا بفخر روح الدولة وقصة نجاحاتها على الساحة العالمية، إذ يصطحبون الضيوف في رحلة لاكتشاف ابتكارات الإمارات وتراثها وشراكاتها العالمية، إلى جانب 20 شاباً يابانياً واثنين من المغتربين المقيمين في اليابان، يتحدثون معاً سبع لغات.
ويعكس الجناح الأولويات الوطنية للإمارات وقطاعاتها التي تستشرف المستقبل.
بعد نصف قرن
بعد رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن، عادت دولة الإمارات لتسطر حضورها اللافت في قلب اليابان، إذ انطلقت مشاركتها المتميّزة في معرض «إكسبو أوساكا»، عقب مشاركتها الأولى عام 1970.
وتحت شعار «من الأرض إلى الأثير»، فتح الجناح الوطني الإماراتي أبوابه ليحكي للعالم قصة أمة تجاوزت حدود الأحلام وحولتها إلى واقع معاش، في رواية ملهمة عن جذور حضارية راسخة تتشابك مع طموحات فضائية شامخة، والتزام عميق بالاستدامة، ورعاية صحية تلامس المستقبل.
وفي منطقة «تحسين الحياة»، ينبض جناح الإمارات بتجربة حسية فريدة، تأخذ الزوار في رحلة عبر ثلاث محطات آسرة تحت عنوان «الحالمون المنجزون»، إذ تتجسد قصص النجاح الإماراتية والعالمية، وتضاء مسيرة كفاءات إماراتية لامعة وعلماء دوليين تركوا بصماتهم في قطاعات حيوية، فمن مستكشفي الفضاء إلى روّاد الرعاية الصحية وأمناء الاستدامة، يستلهم هؤلاء القادة إرثهم العريق ليخدموا المستقبل ويصنعوا فرقاً حقيقياً.
«الحالمون المُنجِزون»
ففي محطة «الحالمون المنجزون.. التكنولوجيا المستدامة»، تتألق المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، الدكتورة نوال الحوسني، إلى جانب روّاد الابتكار البيئي، مثل المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «لوتاه للوقود الحيوي»، يوسف بن سعيد آل لوتاه، ومهندسة طاقة متجددة في شركة «مصدر»، مريم المزروعي. كما تحتفي هذه المحطة بروّاد عالميين في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة الهجينة، مثل الثنائي المبتكر مريم حسني، وحايك فاسيليان، الشريكين المؤسسين لشركة «هيدروويند إنيرجي»، إضافة إلى عالمي وأستاذي تعلم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مارتن تاكاش وساميول هورفاث. أما محطة «الرعاية الصحية»، فتسلّط الضوء على دور الإمارات في تطوير حلول طبية رائدة عبر شخصيات مؤثرة، مثل المديرة التنفيذية لبرنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظام في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، الدكتورة فاطمة الكعبي، ومؤسس مشروع «الدكتور روبوت»، علي اللوغاني، وأستاذة وعميدة كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة خليفة، الدكتورة حبيبة الصفار، إلى جانب باحثين دوليين في مجالات الهندسة الحيوية وعلم الأحياء، منهم كين- إيتشيرو، أستاذ مشارك في علم الأحياء والهندسة الحيوية بجامعة نيويورك.
وفي محطة «الحالمون المنجزون»، يبرز رائد الفضاء الإماراتي، الدكتور سلطان النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، محاطاً بقيادات إماراتية شابة طموحة في قطاع الفلك والفضاء، مثل محسن العوضي، مدير البعثات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، ونورا المطروشي، رائدة فضاء إماراتية – برنامج الإمارات لروّاد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وموزا المعلا، طالبة دكتوراه في علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة هارفرد، إذ تتيح المحطة الفرصة لزوّار الجناح لاستكشاف قصص نجاح هؤلاء الحالمين الذين حلّقوا بآمال أمتهم نحو النجوم.
برنامج حافل
يستضيف جناح الإمارات، على مدى ستة أشهر، برنامجاً حيوياً من الفعاليات، بما في ذلك منتديات وورش عمل وبرامج ثقافية، تركز على قضايا الاستدامة والتنقل والشباب والابتكار، كما يمكن للزوار أيضاً اكتشاف المطبخ الإماراتي في مطعم الجناح، وفي دكان الجناح، واقتناء منتجات حصرية مصممة خصيصاً لمشاركة دولة الإمارات في إكسبو، فضلاً عن مساحة مخصصة لورش العمل المتنوعة.
سلطان الجابر:
. المشاركة في «إكسبو أوساكا» تُضيء على جهود الإمارات الهادفة إلى تحويل الطموحات إلى إنجازات واقعية.
شهاب الفهيم:
. فخورون بسرد قصة الإمارات في أوساكا وبتعميق العلاقة الخاصة التي تربط بين الإمارات واليابان.
. 46 شاباً، من بينهم 24 شاباً إماراتياً، يقومون بدور كبير في الجناح.