أثرت الحرب العالمية الثانية على صناعة الأزياء العالمية بشكل كبير، حيث استمرت فترة الاحتلال الألماني لباريس من 14 يونيو 1940 إلى 26 أغسطس 1944، مما أدى إلى قطع العالم بشكل فعال عن القطاع العالمي للموضة الفرنسي. تأثرت العديد من العواصم بتطورات مختلفة، مما أدى إلى تقسيم الموضة العالمية إلى مراكز أقل تركيزا. في الولايات المتحدة، بدأ عصر جديد من الأزياء الأمريكية تحت إشراف إيلينور لامبرت، حيث ساهمت جهودها في تعزيز الأزياء الأمريكية وأضافت الكثير من الفخامة إليها.
في عام 1937، افتتح متحف فن الزي في نيويورك بفضل مالكه إرين لويسوهن. مع الوقت، أصبح المتحف معهد الزي في المتروبوليتان، لكنه لم ينضم إلى المتروبوليتان بوقت إلا في عام 1946 عندما اندمجت الجهتان. وكانت لامبرت مكلفة بجمع التبرعات لهذا المتحف الجديد، وتمكنت من تنظيم حفل لجمع التبرعات بـ1 ديسمبر 1948 في فندق والدورف أستوريا.
كانت تبرعات الذي تم جمعها لصالح معهد الزي لا تسمى رسميا “جالا” حتى عام 1971 عندما انضمت ديانا فريلاند، مستشار خاص حديثا للمتحف، ونقلت الحدث إلى الاثنين الأول من شهر مايو. كانت فريلاند مسؤولة أيضا عن تنظيم المعارض الموضوعية (بمواثيق الحفلات المتصلة) لجذب الاهتمام بمجموعة ملابس المتحف الأكثر أهمية في الولايات المتحدة. سرعان ما أصبحت هذه الجالا حدثا مهما في تقويم نيويورك الخيري.
إيلينور لامبرت هي شخصية من أهم وأكثر تأثيرا في تاريخ الأزياء الأمريكية، على الرغم من أنها لم تصمم قطعة من الثياب. جهود لامبرت مرتبطة بشكل مباشر بتطور نيويورك إلى مركز للأزياء الأمريكية على المستوى العالمي. لقد كانت لامبرت مساعدة لكبار الفنانين وعملت على تأسيس متحف موما للفن في نيويورك، وعملت مع جيرترود فاندربيلت ويتني في إنشاء متحف ويتني للفن الأمريكي في عام 1931. تاسست معه غعها لامبرت معهد الفساتين في نيويورك في عام 1939 لحماية مصالح المصمم الأمريكي في فترة الحرب.
بفضل نجاح حفل تحيز المصمم الأمريكي لعام 1941، قامت لامبرت بتنظيم أسبوع من الأنشطة والعروض في نيويورك، حيث حظيت هذه الفعالية بنجاح كبير وأصبحت حدثا شهيرا، ليتطور ليكون ما نعرفه اليوم بأسبوع نيويورك للموضة. مبادرتها التالية كانت تشجيع أسلوب الملابس الأمريكية عبر برنامج ال “النظرة الأمريكية” والتي ركزت على تحسين تصور التصميم الأمريكي والفن امام العالم.
تأسست معهد الفساتين في نيويورك في عام 1962، عشرون عاما بعد تأسيسه، وأسست لامبرت مجلس مصممي الأزياء بأمريكا لتصحيح العلاقات بين المصممين الأمريكيين، الذين كانوا يتورطون في خلافات بدلا من تقديم رأي واحد كصناعة موحدة. ساهم هذا الجهاز في تنظيم الأحداث والفعاليات، وضمان عدم المنافسة في اظهار الصحافة او المنافذ الى اظهار الناس في عروض الأزياء. بالفترة اللاحقة، تولى المصممين أنفسهم السيطرة على المجلس وترك لامبرت والعمل في القضايا التي تحتاج اليها كثيرا.
