بين قوة عروض الأكروبات والسرد العاطفي الغنائي يقدم عرض «ذا بالس» الذي انطلق على خشبة «دبي أوبرا»، أول من أمس، تجربة حسية تنبض بالحياة، قوامها الإبهار البصري والمؤثرات الصوتية والإضاءة الغامرة، إذ تُبنى الأهرامات البشرية وتنهار، ثم تبنى من جديد وفق إيقاع متناغم وموسيقى تصاعدية.

يتميز العرض بقدرته على استكشاف العديد من المشاعر والقضايا، ومنها الفقد والاتصال والتعاون والروح الإنسانية المشتركة، عبر تداخل الأصوات والأجساد وتناغم الصوت والحركة على المسرح.

ويخاطب العرض الحائز ثلاث جوائز عالمية مرموقة ضمن جوائز السيرك العالمية، الحواس والقلب في آنٍ واحد، فهو يضم نحو 50 فناناً أكروباتياً ومغنياً.

لوحات متقنة

من ناحيته، قال المدير الفني لفرقة «غرافيتي أند أذر ميس»، ومخرج «ذا بالس»، دارسي غرنت، لـ«الإمارات اليوم»: «يعد هذا العرض من العروض الضخمة التي لا ينبغي تفويتها، فهناك 50 فناناً على المسرح، يقدمون عرضاً يجمع بين فناني الأكروبات، وكذلك المغنين، ويعملون معاً على تقديم لوحات تجمع بين جماليات الصوت والجسد، بكل ما بهما من إبداعات ملهمة».

وأضاف: «وجود 50 فناناً على المسرح هو عدد كبير، ويحمل بالطبع تحديات، ولكنني محظوظ بالعمل مع فريق يجيد الالتزام في العمل والاحترافية، وواقعياً يقوم العمل ضمن الفرقة على تقسيم المهام ضمن مجموعات متعددة، من أجل إنجاز عمل الفريق الكبير على المسرح».

وأكد غرنت أن الفريق يتكون بشكل أساسي من عارضين ومغنين من أستراليا، فضلاً عن البعض الآخر من كندا وأميركا، فيما الفريق الإداري أكثر تعدداً في الجنسيات. وستختتم العروض اليوم في دبي أوبرا، لتكون هذه المدينة هي المحطة الأخيرة لجولة الفرقة العالمية.

الحفاظ على التواصل

ولفت غرنت إلى أن الحفاظ على التواصل بين أعضاء الفرقة على المسرح يعد من المهمات الأساسية في هذه النوعية من العروض، طوال المدة، إذ إن على كل شخص الاعتناء بنفسه على نحو مميز، موضحاً أنه في بعض الأحيان تتمثل التحديات في التفاصيل المرتبطة بالفرقة، ومنها على سبيل المثال عدم التمكن من الحصول على بطاقات سفر لجميع الأعضاء على الرحلة نفسها، أو غيرها من الصعوبات التي نتعرض لها.

وشدد على أن العرض يعتمد على التعاون بين أعضاء الفرقة، والتزام كل منهم بدوره، وبالتالي فغياب أحدهم يتطلب إعادة العمل على بناء اللوحات المقدمة، وهذا يحدث بشكل سريع، بسبب الخبرة في التعاطي مع هذه الحالات.

وحول مزج «ذا بالس» بين الأكروبات والمشاعر الإنسانية، نوه غرنت بأن عروض السيرك في الآونة الأخيرة ومنذ 20 عاماً، باتت تعتمد على تقديم المهارات الجسدية للعارضين والمشاعر الإنسانية من خلال القصص، معتبراً أن هذا العرض يبرز كيف يقدم السيرك والغناء معاً، فهناك الأصوات الجميلة والحركات المبهرة التي يمكن للجمهور الشعور بالتواصل معها، والإحساس بقوتها، وكيف أنها ملهمة للحضور الذي يتابعها.

مشاعر متنوعة

وبخصوص المشاعر الإنسانية التي يحملها «ذا بالس»، كشف غرنت أن القصة عبارة عن مشاعر متنوعة، جمعت في لوحات متعددة، لإبراز العديد من المواقف والأحاسيس، والفقد يعد أحد أبرز المشاعر التي يسلط الضوء عليها العرض، وهو شعور إنساني يواجه كثيرين من البشر في محطات متباينة من حياتهم، سواء كان الفقد لشخص ما، أو لطبيعة حياة ما، أو لشيء ما، وهو ما نسعى لتجسيده من خلال الأكروبات والموسيقى وحركات الجسد.

أما عما اكتسبته هذه العروض من التكنولوجيا، فقال غرنت إن «ذا بالس» تحديداً لا يحمل الكثير من التقنيات المتعلقة بالصور أو الانعكاسات الضوئية كما بعض العروض الأخرى، مع الإشارة إلى الحرص على جعل الطريقة التي يقدم بها العمل تناظرية، لذا فأحد المشاهد المقدمة على المسرح يقوم على الحبال التي يتجمع حولها العارضون، ويقدمون حركات تجعلهم يشكلون لوحة مبهرة دون استخدام أي تقنيات. وأفاد بأن الموسيقى المصاحبة للعرض هي من تأليف إكرم إلي فينيكس، فيما تصميم الإضاءة من جيف كوبهام.

وأضاف أن العرض يقدم منذ أعوام، وحصل على العديد من الجوائز العالمية، وخضع لتبديلات عبر السنوات، ويكون من خلال تقسيم العمل إلى لوحات، وذلك التعديل يكون بكل لوحة على نحو مستقل، مع الإشارة إلى أن التغيير قد يحدث على المسرح بشكل ارتجالي أحياناً، لاسيما في الفقرات الفردية التي تتيح للفنان الإبداع والتغيير وأخذ العمل إلى مستوى جديد.

وأشاد غرنت بمسرح «دبي أوبرا» وما يحمله من مزايا، إذ يتمتع بالعديد من الخصائص المميزة، لجهة الإمكانات وكذلك التصميم، مثنياً على حجم المسرح المميز الذي منحه الدفء، وهو الشعور نفسه لدى الفرقة وكذلك الجمهور.


ثقافة عالمية المستوى

أعرب رئيس «دبي أوبرا»، باولو بيتروشيللي، عن فخره باستضافة عرض «ذا بالس»، مضيفاً: «يعد هذا الإنتاج لحظة مفصلية في مسيرة دبي أوبرا، وفخورون بتقديم عروض تجمع بين الابتكار والقوة العاطفية والأهمية الثقافية».

وأشار إلى أن «ذا بالس» يجسّد التعبير الجريء عن التميز الفني، ويجمع بين مواهب عالمية بطريقة تترك أثراً دائماً في كل مشاهد، معتبراً أن استضافة هذا العرض في دبي تعكس الالتزام بتقديم تجارب ثقافية عالمية المستوى لجمهورنا.

دارسي غرنت:

. الحفاظ على التواصل بين أعضاء الفرقة على المسرح يُعدُّ من المهمات الأساسية.

. 50 فناناً من مؤدي الأكروبات والمغنين يشاركون في العرض.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version