يعتمد الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر على كيفية التعامل مع تغير المناخ، حيث تختلف أفكار المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب في هذا المجال بشكل كبير. وفي ظل شهور صيفية حارة جدا، وخلال خطاب قبولها في المؤتمر الوطني الديمقراطي، ذكرت هاريس قصرًا على أهمية الحفاظ على البيئة وعلى التقليل من آثار التغير المناخي. على الجانب الآخر، وقع ترامب آلاف المحافظين على وعود بتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري وإلغاء جزء من القوانين المتعلقة بالمناخ. وبينما تدعو الجماعات البيئية لدعم هاريس كبطلة للمناخ، يعارض الجمهوريون تطبيقها لقوانين صارمة على القطاع الطاقوي.
وقد أثارت هاريس جدلاً بسبب تعديل وجهات النظر الخاصة بها بخصوص استخراج النفط بالتقنيات الحديثة، كما دعمت استخدام السيارات الكهربائية من خلال تقديم تعويضات كبيرة للمستهلكين وشركات السيارات. بينما يفكر ترامب في التراجع عن بعض القوانين في هذا الصدد، وهاريس لم تعلن بعد عن خطط محددة، ولكن يُتوقع أن تفرض معايير صارمة على تصدير الغاز الطبيعي.
وفي سياق متصل، يتنافس ترامب وهاريس بشأن اتفاق باريس، حيث انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق خلال فترة ترامب، وعادت إلى الاتفاق بعد تولي بادن الرئاسة. يعارض ترامب الاتفاق ويعتبره مضلة للبلاد، بينما ترى هاريس هذا الاتفاق ضرورياً لحماية المستقبل. ويمثل تصدير الغاز الطبيعي أحد الجوانب الهامة في النقاش، حيث يتراجع البيت الأبيض بقيادة هاريس عن دعم ترامب لهذا القطاع، بغية الالتزام بالتزامات التغيير المناخي. يجدر بالذكر أن ترامب نجح في تأييد عديد المشاريع المتعلقة بالغاز الطبيعي أثناء فترته الرئاسية الأولى.
وفيما يتعلق بعمليات الحفر في المحيطات وعمليات الهدروليز، يوضح لقاء تلفزيوني أجرته كامالا هاريس قبل الانتخابات أنها لن تحظرها في إطار خطتها لحماية البيئة، ولكنها تسعى لتطبيق معايير السلامة والبيئة على هذه العمليات. من جانبه يعارض ترامب هذه العمليات ويطمح لدعم الصناعة الطاقوية التقليدية وزيادة الإنتاج المحلي للطاقة.
وفي النهاية، يبرز الفرق الكبير بين ترامب وهاريس في نهجهما تجاه مشاكل التغير المناخي، حيث ترى هاريس ضرورة الالتزام بمعايير الحفاظ على البيئة والاعتماد على الطاقة النظيفة، بينما يؤكد ترامب على أهمية زيادة إنتاج الوقود الأحفوري والتراجع عن القوانين التي تنظم هذا القطاع. يعتبر الانتخاب الرئاسي قرارًا حاسمًا لمستقبل الولايات المتحدة كمنتج رئيسي للانبعاثات في هذه الفترة الحرجة التي تعيشها البلاد في أزمة المناخ.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version