تواجه الشركات الوطنية للبريد في جميع أنحاء العالم تحدي تقليل بصمتها البيئية وتحسين أثرها على المناخ. وفي ألمانيا، قررت الشركة الوطنية للبريد “Deutsche Post” وقف استخدام الرحلات الجوية المحلية لنقل الرسائل كجزء من جهودها لتحسين بصمتها الكربونية. بعد 63 عاما من خدمة الرسائل عبر الطائرات بين شمال وجنوب ألمانيا، قررت الشركة تنقيل الرسائل بدلاً من ذلك عبر الطرق البرية، مما يساعدها على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالنقل على تلك الطرق بنسبة تزيد عن 80٪.
وأشارت المسؤولة عن العمليات الرئيسية لشركة DHL Group قائلة: “في زمن تغير المناخ، لم يعد من الممكن تبرير البريد الجوي للرسائل المحلية داخل ألمانيا، أيضًا لأنه أصبح لا يوجد نفس الضرورة المرتبطة بالرسائل كما كان في العقود الماضية”. وقد قدمت ألمانيا مشروع قانون وافق عليه الحكومة الألمانية في ديسمبر الماضي، يهدف إلى تقليل الضغط على Deutsche Post لتوصيل الرسائل بسرعة، مما يتيح لها خفض التكاليف.
إلى جانب ذلك، بدلاً من تسليم ما لا يقل عن 80 في المئة من الرسائل في اليوم العملي التالي لإرسالها كما هو الحال حالياً، سيكون عليها تسليم 95 في المئة منها بحلول اليوم العملي الثالث. وبدأت الرحلات الجوية المحلية للبريد في ألمانيا في سبتمبر 1961 وقد انخفض كل من حجم البريد الذي يتم نقله بالطائرات وعدد الوجهات التي يتم خدمتها بشكل كبير منذ منتصف التسعينيات.
في الاتحاد الأوروبي، الغالبية العظمى من البريد يتم إرساله عبر البريد الجوي، ما لم يكن النقل البري أو السكك الحديدية أسرع. وبما أن الدول الأوروبية تختلف في الحجم والشكل، فإن الصورة المحلية تختلف بشكل كبير. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة، يتم نقل حوالي خمسة في المئة من البريد المحلي عبر الطائرات. ووفقًا لتقرير ESG الأخير من Royal Mail، يمكن إلغاء ثمانية عشر مسارًا – يمثلون 50 في المئة من انبعاثات الهواء – مع المزيد من المرونة في نوافذ التسليم في مكتب الوجهة.
