الموت من حتميات الحياة، ولقد وجد الإنسان على مر التاريخ مراسم الجنازات والطقوس الدينية للتعامل معه. ومع ذلك، هل تفهم الحيوانات الموت وتحزن على فقدان أفرادها ورفاقها؟ وكيف تتصرف هذه المخلوقات “غير المتحدثة باللغة” تجاه الموت؟ تقول باربرا جي.كينج إن الإجابة تعتمد على نوع الحيوان وسلوكياته الفردية والظروف المحيطة بالوفاة.
تقدم جي.كينج وأندري جونكالفيس، خبير الرئيسيات وعلم الإنسان، بأدلة تشير إلى أن بعض الحيوانات تظهر تفاعلات عاطفية بعد موت صغارها أو أقرانها. على سبيل المثال، في دراسة قامت بها أليسيا كارتر، تم ملاحظة قرود البابون وهي تحمل جثث صغارها والجثث التي لا تنتمي إليهم. تشير الأبحاث إلى أن هذا السلوك يمكن أن يكون نتيجة لعلاقة وثيقة بين الأم وصغارها.
هناك تنوع كبير في تفاعل الحيوانات مع الموت، ويشير العلماء إلى وجود مراسم “الجنازات” بين الأفيال الأفريقية وحتى بين بعض الطيور مثل البط. على سبيل المثال، شوهدت زراف تقف بجانب جثة صغارها لعدة أيام، وحتى تقوم بالاستلقاء على هذه الجثث للتعبير عن الحزن. يعكس هذا السلوك التعقيد العاطفي للحيوانات والقدرة على التعبير عن المشاعر.
أظهرت بحوث كارتر وجونكالفيس أن بعض القرود والفيلة تظهر سلوكيات تشبه رموز الحداد والجنازات. ويعتقد الباحثون أن هذه التفاعلات العاطفية تعكس الصلة القوية بين الأم وصغارها، وقد تظهر هذه القدرة على الحزن والتأثر بالموت في عدة أنواع مختلفة من الحيوانات.
في النهاية، تظهر هذه الأبحاث والدراسات أن الحيوانات لديها القدرة على تجسيد المشاعر المعقدة مثل الحزن والحزن والخوف والفرح. ويشير البآحثون إلى أن هذه الاستجابات العاطفية تعكس الصلة الوثيقة بين الحيوانات وعالمها، ويدفعنا إلى التفكير في كيفية التعامل مع هذه المخلوقات وفهمها بشكل أعمق.