عُقدت مسرحية موسيقية مميزة لفرقة “فانتاسي تولي” في جاكرتا، إندونيسيا، حيث شارك فيها فنانون وفنانات صم تمامًا، اعتمادًا على الشاشات لعرض الكلمات والحوارات بينما قدموا التعبيرات الوجهية ولغة الإشارة بأيديهم. تناولت المسرحية قصة طلاب مدرسة اعدادية لذوي الاعاقة، حيث كانت الهدف منها زيادة الوعي والتشجيع على استخدام لغة الإشارة. التحضير لهذه المسرحية استغرق ثلاثة أشهر، وشارك فيها أكثر من 60 ممثلًا وأعضاء فريق عمل من الصم.
تركز المسرحية على موضوع تعليم الأطفال الصم في إندونيسيا، حيث يوجد تركيز كبير على تدريبات الكلام وقراءة الشفاه بدلاً من لغة الإشارة. هناك نقاشات واسعة حول أفضل الطرق لتعليم الأطفال ذوي الاعاقة السمعية، ويعتقد البعض في مجتمع الصم أن لغة الإشارة هي وسيلة طبيعية للتواصل بالنسبة لهم، وأن التعليم الشفهي قد يؤدي إلى الشعور بالغربة والانعزال.
لعب العرض الموسيقي دورًا مهمًا في تعزيز لغة الإشارة وكسر الحواجز المجتمعية بين الصم، حسب هانا أريثا أوكتافيا، الممثلة الصم التي اعتبرت أن الحوارات والتعبيرات كانت جزءًا مثيرًا للاهتمام خلال تدريبها على المسرحية. وأثنى المشاركون في العرض على الاهتمام بالإيقاعات وتكاملها مع حركات الرقص، مستخدمين مكبرات الصوت للتوجيه.
مع ما يقارب 280 مليون نسمة في إندونيسيا، يعاني أكثر من مليونين من السكان من اعاقات سمعية، من بينهم 27983 طالبًا في المدارس لذوي الحاجات الخاصة. يعتبر العرض الموسيقي الذي قدمته فرقة “فانتاسي تولي” فرصة للصم لإظهار مهاراتهم وتقديم رسالة توعية ودعم لاستخدام لغة الإشارة. تعتبر هذه المسرحية وسيلة لدمج الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية بشكل أفضل في المجتمع.
يعتبر هذا العرض الموسيقي خطوة مهمة نحو التغيير في مجتمعات الصم في إندونيسيا، حيث يعزز الوعي والتفاهم حول الحقوق والحاجات المحددة لهذه الفئة من الأفراد. يسهم هذا النوع من العروض الفنية في القضايا الاجتماعية في جذب الانتباه إلى القضايا ذات الصلة وتشجيع التفاعل الإيجابي بين مختلف شرائح المجتمع. تظهر الجهود المبذولة في تقديم هذه العروض أهمية تعزيز الشمولية وتقديم الفرص لجميع فئات المجتمع للتعبير عن أنفسهم والمشاركة في الحياة الثقافية والاجتماعية.