أظهرت دراسة علمية أجراها فريق من باحثين من البرازيل والأرجنتين أن العلاج بالضوء الساطع قد يقلل من أعراض بعض حالات الاكتئاب بشكل فعال. هذا النوع من العلاج عادة ما يستخدم في حالات الإضطرابات العاطفية الموسمية، ولكن الدراسة أظهرت أنه يمكن استخدامه أيضا لتخفيف أعراض بعض حالات الاكتئاب الأخرى بنجاح.
قام الباحثون بمراجعة نتائج 11 تجربة عشوائية شملت 850 مريضا يعانون من اضطرابات اكتئابية مختلفة. طُلب من المرضى التعرض لمصادر إضاءة فلورسنت مشرقة لمدة نصف ساعة يوميا ولفترة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد عن ستة أسابيع، على أن يستمروا في تلقي العلاج الدوائي المعتاد.
بحسب النتائج التي نشرتها دورية علمية متخصصة، فإن أكثر من 60% من المشاركين في التجارب أبلغوا عن انخفاض أعراض الاكتئاب بنسبة 50% أو أكثر بعد التعرض للضوء. كما تم الكشف أن نسبة التعافي الكامل من الاكتئاب كانت أعلى بين الذين تعرضوا للضوء مقارنة بالذين لم يتعرضوا.
أشار الباحثون إلى أن التعرض لمصادر الضوء الخارجية بشكل عام لا يتطلب تكاليف إضافية كبيرة، وأن هذه النتائج تبين أن الضوء الساطع يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب غير الموسمية.
بناء على ذلك، يعتبر الباحثون ضرورة تعزيز استخدام الضوء الساطع كوسيلة علاج إضافية لمساعدة المرضى في التخفيف من أعراض الاكتئاب وتحسين حالتهم النفسية بشكل عام. يهدف العلاج بالضوء الساطع إلى تنشيط النشاط الدماغي وتحفيز إفراز هرمونات السعادة لدى المرضى.
بما أن الضوء الساطع يعتبر بديلاً متاحًا وبسيطًا للعلاج الدوائي المعتاد، يمكن للمرضى والعاملين في مجال الصحة النفسية النظر في استخدام هذه الطريقة كوسيلة فعالة ومكملة لتحسين صحة الأفراد النفسية والعاطفية. باستمرار التطورات في مجال الطب والعلوم النفسية، يمكن أن يكون العلاج بالضوء الساطع أحد الخيارات المهمة للعلاج الشامل للاكتئاب والحفاظ على الرفاهية النفسية للأفراد.