في خضم حمى أدوية التخسيس التي اجتاحت العالم، يبرز دواءا “أوزمبيك” و”ويغوفي” كأبرز الأسماء التي لمعت في سماء إنقاص الوزن. لكن ما بدأ كحل سحري لمعضلة السمنة، تحول إلى كابوس حقيقي للعديد من المستخدمين الذين اكتشفوا أن هذه الأدوية تأتي بثمن باهظ يتجاوز مجرد السعر المادي.

ويقول أستاذ التشريح في جامعة لانكستر آدم تايلور في مقال في موقع “ذا كونفرسيشن” أن مصطلح “وجه أوزمبيك” بات شائعاً في الأوساط الطبية والتجميلية، حيث يصف التغيرات الجذرية التي يسببها الدواء لمظهر الوجه. فالعديد من المستخدمين بدأوا يلاحظون ظهور ملامح غائرة ومجوفة، مع زيادة ملحوظة في التجاعيد وترهل الجلد، مما يعطي انطباعاً بالشيخوخة المبكرة. والسبب يعود إلى أن المادة الفعالة “سيماجلوتيد” لا تميز بين الدهون الزائدة وتلك التي تعطي الوجه حيويته وشبابه.

لكن المخاطر لا تقتصر على المظهر الخارجي، بل تمتد لتشمل صحة الفم والأسنان. فجفاف الفم أصبح من الآثار الجانبية الشائعة، حيث يقلل الدواء من إفراز اللعاب بنسبة تصل إلى 40%، مما يؤدي إلى لزوجة في الفم ورائحة كريهة تزداد مع الوقت. كما سجل الأطباء زيادة في حالات تسوس الأسنان وأمراض اللثة بسبب ازدهار البكتيريا الضارة في بيئة الفم الجافة.

أما أكثر الآثار إثارة للقلق فهو التآكل غير القابل للعلاج في الأسنان، خاصة على السطح الخلفي منها. فالقيء المتكرر – وهو أحد الآثار الجانبية المعروفة للدواء – يعرض الأسنان لأحماض المعدة القوية التي تسبب تآكلاً تدريجياً قد يؤدي إلى فقدان الأسنان على المدى الطويل.

وللحد من هذه الآثار، ينصح الخبراء بالحفاظ على ترطيب الفم بشرب 6-8 أكواب ماء يومياً، ومضغ علكة خالية من السكر لتحفيز إفراز اللعاب. كما ينصح بتأخير تنظيف الأسنان لمدة 30 دقيقة بعد نوبات القيء، واستخدام البروبيوتيك للمساعدة في توازن بكتيريا الفم.

يؤكد الأطباء أن بعض هذه الأضرار – خاصة تلك التي تصيب الأسنان – تكون دائمة ولا يمكن عكسها حتى بعد التوقف عن الدواء. لذلك ينصحون بضرورة الموازنة بين الفوائد والمخاطر، والتشاور مع طبيب متخصص قبل البدء بأي من هذه العلاجات.

 

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.