تم اعتقال رجل يعمل لصالح أحد النواب الألمان في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصالح الصين، وأعلنت النيابة الألمانية يوم الثلاثاء. وقالت النيابة الاتحادية في بيان إن المشتبه به، المعروف فقط باسم جيان جي، تم اعتقاله يوم الاثنين في دريسدن. ولم يحددوا لأي نائب يعمل، لكن ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أنه يعمل لصالح ماكسيميليان كراه من الحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي يعتبر المرشح الأول للحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في بداية يونيو.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة جينزا، فإن المشتبه به كان يعمل كمصدر لقواعد البيانات المتعلقة بالشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي. وقد تم اقتياده من قبل الشرطة للتحقيق معه بشكل مفصل بعد اعتقاله. وذكرت الصحيفة أن الغرض من عملية التجسس كان جمع المعلومات عن الاتحاد الأوروبي والمانحين المحتملين لحملة الانتخابات الأوروبية.
ولم تذكر النيابة الاتحادية تفاصيل إضافية حول القضية، ولكنها أشارت إلى أن تحقيقاتها ما زالت جارية. ومن المهم جدا أن تتم محاكمة المشتبه به وإجراء التحقيقات اللازمة للتأكد من عدم وجود تجسس آخر متواطئ مع الصين في البرلمان الأوروبي.
واعتبرت وسائل الإعلام الألمانية أن هذه القضية قد تثير مخاوف من تنامي نشاط الجاسوسية الصينية في أوروبا، وبالأخص في المؤسسات السياسية. ويجب على الحكومات الأوروبية والمؤسسات الأمنية اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة هذا النوع من التجسس وحماية البيانات والمعلومات الحساسة.
وحذر الخبراء من أن تجسس الصين قد يكون تهديدا كبيرا للأمن القومي في أوروبا، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية. ويجب على الدول الأوروبية تعزيز قدراتها لمواجهة هذا التهديد وضمان أمان بياناتها وخصوصيتها من التجسس الصيني المتزايد. وقد دعت الولايات المتحدة ودول أخرى الأوروبية للتعاون من أجل مواجهة تهديد التجسس الصيني في القارة العجوز.
وقد أثارت هذه الحادثة الكثير من الانتقادات والجدل في الدولة الألمانية، حيث تنتقل المخاوف من الاستغلال الصيني للبيانات السرية إلى تداعيات سياسية وأمنية خطيرة. ويجب على الحكومة الألمانية والبرلمانات الأوروبية تكثيف جهودها لمنع حدوث حالات تجسس جديدة وحماية مصالح الاتحاد الأوروبي من العمليات العدائية الخارجية.