هناك انقسام حاد في كيفية تعامل الأمريكيين مع دونالد ترامب وجو بايدن وذلك وفقا للبحوث التي قامت بها جامعة سيراكيوز والتي كشفت أن أنصار ترامب يستمرون في تسميته بـ”الرئيس ترامب” حتى بعد مغادرته البيت الأبيض منذ 3 سنوات. أما بايدن فيتم تسميته بوضع البايدن في إشارة إلى أنهم لا يرونه كرئيس سابق. وكما يعتقد الباحثون أن هذه التسميات تعكس الانقسامات السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة والتي أدت إلى تقسيم الشعب.
البحث الذي نفذته أظهر أن الإعلانات الداعمة لترامب تستمر في تسميته بلقب “الرئيس ترامب” بينما توجه الإعلانات اليسارية له باسم بسيط “ترامب”. هذا يعني أن من يقومون بشراء الإعلانات على الإنترنت يدركون تماما جمهورهم وقد استوعب الرمز لجذب أنصار ترامب. يعني تسميتهم له بـ”الرئيس” أنهم على نفس الجانب وأنهم متفقون على أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت مزورة.
حيث قامت جامعة سيراكيوز بتحليل أكثر من 24 ألف عناصر إعلانية سياسية على إنستغرام وفيسبوك والتي نشرتها 1800 منظمة بين سبتمبر 2023 وفبراير. لقد تكلفت الإعلانات الكلي 15 مليون دولار وعرضت ما يقرب من 870 مليون مرة. وقد نشرت النتائج بواسطة مشروع انتخابي في جامعة سيراكيوز من خلال شراكة مع شركة علم البيانات نيوفورج.
في الولايات المتحدة، يُحتفظ بلقب الرئيس للشخص الحالي في البيت الأبيض وتستخدم الحكومة الفيدرالية مصطلح “الرئيس السابق” للإشارة إلى حملة سابقين لهذا المنصب. وعلى الرغم من ذلك، فإن محامي ترامب قد استخدم هذا اللقب للإشارة إلى موكله في قضية الفساد المالي في نيويورك. وتفضل النيابة العامة بتسميته بـ”المدعى عليه”.
الأمريكيون في الماضي لم يطهروا رؤساء لم يروقوا لهم، كما هو موضح بمظاهرات “ليس لي رئيس!” من معارضين لباراك أوباما وجورج بوش وترامب. لكن سلوك أنصار ترامب هو مختلف، حيث يشعرون بالاستهتار ويلتمسون من يدافع عنهم. ترامب هو دفاعهم ويريدون إظهار الاحترام والولاء له. وقد أشار أستاذ جامعة كانساس روبرت رولاند إلى أن تلك الاحتجاجات في الماضي لم تكن مبنية على اتهامات زائفة بتزوير الانتخابات وروبرت كان بمتابعة للخطاب السياسي الذي يحيط بالرئاسة لعقود.
تُشار إلى ترامب بانتظام بـ”الرئيس” من قبل أنصاره المخلصين، بعضهم وصل إلى مستويات إلهية. فرقاطات المعجبين على بعض الأنظمة تحمل أسماء مثل “ترامب رئيسي” والتي تضم ما يقرب من 5000 عضو. وقال مارك ألن أوليفر على إكس “أنا أدعوه الرئيس ترامب، أفضل رئيس في حياتي.” وعند الاستدعاء عبر الهاتف، قال للصحائف المرتبطة بالصحافة إنه رغم أنه لا يقبل كل ادعاءات ترامب بتزوير الأصوات، إلا أنه يعتقد أن ترامب تم اضطهاده بشكل غير عادل من قبل وسائل الإعلام والسلطة السياسية.