أظهرت دراسة جديدة أن النوم بصورة سيئة في منتصف الأربعينيات قد يسرّع شيخوخة دماغك – وقد تشعر بتأثيرات ذلك حتى نهاية الخمسينيات. وأشارت الدراسة إلى أهمية معالجة مشاكل النوم في وقت مبكر في الحياة للحفاظ على صحة الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم منتظم، وممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن تناول الكافيين والكحول قبل النوم، واستخدام تقنيات الاسترخاء.

شارك ما يقرب من 600 شخص في منتصف الأربعينيات استبيانًا حول النوم في بداية الدراسة، وبعد خمس سنوات. وتضمنت الأسئلة: “هل تعاني عادة من صعوبة في النوم؟”، “هل تستيقظ عدة مرات في الليل؟”، و”هل تستيقظ في وقت مبكر جداً؟”

لوحظ من قبل الباحثين ما إذا كان المشاركون يعانون من فترات نوم قصيرة، جودة نوم سيئة، صعوبات في النوم، صعوبة في البقاء نائمًا، استيقاظ في الصباح الباكر أو نعاس نهاري. ويوصي الخبراء عمومًا بالحصول على سبع إلى تسع ساعات نوم في الليل.

تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات استنادًا إلى صفاتهم النومية. كان الذين ينتمون إلى المجموعة المنخفضة (حوالي 70٪) يعانون من واحد أو من واحد إلى ستة صفات. وكان المشاركون في المجموعة المتوسطة (22٪) يعانون من اثنتين أو ثلاث من هذه الصفات، والذين في المجموعة العالية (8٪) كانوا يعانون من أربعة إلى ستة صفات.

بعد خمس عشر سنة من بدء الدراسة، خضع المشاركون لفحوصات الجمجمة التي ساعدت الباحثين على حساب عمر دماغهم. وبعد مراعاة العمر والجنس وارتفاع ضغط الدم والسكري وعوامل أخرى، أوضح الباحثون أن أدمغة المجموعة المتوسطة كانت أكبر بمتوسط 1.6 سنة مقارنةً بالمجموعة المنخفضة. أما الذين كانوا في المجموعة العالية فكان متوسط عمر أدمغتهم أكبر ب 2.6 سنة.

من بين العادات الستة للنوم، كانت جودة النوم السيئة، والصعوبة في النوم والبقاء نائمًا والاستيقاظ في بكرة الصباح مرتبطة بشكل أكبر بعمر الدماغ، خصوصًا عندما يعاني الناس من هذه المشاكل لمدة لا تقل عن خمس سنوات. ونُشرت النتائج يوم الأربعاء في العدد الإلكتروني من مجلة العلم الطبي العصبي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.

شدد الباحثون على أن دراستهم، التي كولفت تمويلاً من المعهد الوطني لشيخوخة الولايات المتحدة، لا تثبت أن النوم السيئ يسرّع من شيخوخة الدماغ – فهي تظهر فقط ارتباطًا بين الاثنين. وعرض البحث، أحد القيود هو أن المشاركين أبلغوا عن مشاكل نومهم بأنفسهم وقد لا يكونوا قد وصفوها بدقة.

وقالت يافي: “ينبغي أن يركز البحث المستقبلي على إيجاد طرق جديدة لتحسين جودة النوم واستكشاف تأثير النوم على صحة الدماغ على المدى البعيد عند الأشخاص الأصغر سنًا”. كما أفاد باحثو اليوم في العلم الطبي بيّيل بأن الأشخاص في منتصف العمر الذين لا تكون لديهم ضغط دم، سكري الدم أو كوليسترول مُتوسط قابلا للسيطرة ولا يمارسون الرياضة أو يتناولون طعامًا صحيًا أو ينامون جيدًا يواجهون مخاطر أعلى للسكتة الدماغية والخرف أو الاكتئاب في وقت لاحق في الحياة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version