ذكرت دراسة جديدة أخيرًا أن إعطاء الأطفال السكر عندما يكونون صغارًا جدًا – حتى في الرحم – يرفع خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم فيما بعد في الحياة.
وقد اكتشف الباحثون أن تقليل تعرض الطفل للسكر في الفترة الأولى من 1000 يوم من حياة الطفل – من الحمل حتى سن ال 2 سنة – يقلل خطر الإصابة بداء السكري بنسبة تقدر بحوالي 35% ويقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 20% ويؤخر بداية المرض بأربع سنوات وأثنتي سنة على التوالي.
ورد الباحثون أن “تقنيص السكر في الرحم وحده كان وقائيًا، ولكن معظم تقليل مخاطر المرض حدث عند استمرار التقنيص بعد سن ال 6 شهور”، وكتب الفريق الدولي من الباحثين يوم الخميس في مجلة العلوم.
استخدم الباحثون بيانات من تقنيص السكر بعد الحرب العالمية الثانية في المملكة المتحدة لمقارنة نتائج الصحة للبالغين الذين تم إنجابهم بينما كانت تستمر فترة التقنيص العشرية حتى 1953.
شملت الدراسة 60،183 مشاركًا ولدوا بين أكتوبر 1951 ومارس 1956 – شملت الدراسة أشخاصٌ في الخمسينات أو الستينات.
كانت تلك الذين وُلدوا بين أكتوبر 1951 ويونيو 1954 يعتبرون مُتقنّصين، وكان الذين ولدوا في يوليو 1954 أو بعدها غير متقنصين.
تم تشخيص نحو 4000 مشارك بالسكري خلال فترة الدراسة ونحو 20،000 بارتفاع ضغط الدم.
ومن ثم، لوحظ من قبل الباحثين أن “الخطر المتزايد لتشخيص المرض كان أكبر للجميع مع التقدم في العمر، ولكن زاد بوتيرة أسرع بين البالغين الذين كانوا معرض لتقنيص السكر بشكل ضئيل أو غير معرض”.
يمكن أن يتسبب تناول كمية كبيرة من السكر في تلف الخلايا، مما يسبب التهابًا مزمنًا، وقد تم ربطه بأمراض القلب وداء السكري وأمراض الكبد والسرطان.
يسبب السكر أيضًا السمنة – أزمة صحية عامة واسعة الانتشار في الولايات المتحدة – وتسوس الأسنان.
تنص الإرشادات الغذائية للأمريكيين على عدم السماح للأطفال دون سن 2 بتناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على سكر مضاف.
غير أن الباحثين أوجدوا أن أكثر من 70% من الصيغ الغذائية أو الأطعمة أو المشروبات التي يتم تسويقها للرضع أو الأطفال الصغار تحتوي على سكر مضاف.
وحتى عن عمر ال 2 سنة، وفقًا للباحثين، يتناول كثير من الأطفال كمية السكر اليومية الموصى بها للبالغين والبالغة من حوالي سبع ملاعق شاي ، ثلاثة أضعاف هذا المبلغ تقريبا بلوغ السنوات المراهقة.
أوجد الباحثون في دراستهم ان “التعرض للسكر في مراحل مبكرة من الحياة قد يؤثر على الصحة من خلال تعزيز التفضيل المُستمر إلى الحلاوة طوال الحياة”، بينما كتب الباحثون ان “فترة الرضاعة الطبيعية ومنذ الطفولة مرحلتان حرجتان لتطوير رغبة في الحلويات (أو حتى الادمان) التي يمكن أن ترفع استهلاك السكر طوال الحياة”.
أحد أقليات الدراسة الجديدة هي أن الباحثين لا يعرفون بالضبط كمية السكر التي تناولها المشاركون في الطفولة المبكرة.
كتب الباحثون في الدراسة أن” نحتاج لبحث إضافي لفهم المستويات المثلى لاستهلاك السكر المضاف أثناء الحمل والرضاعة وبعد تقديم الأغذية الصلبة، بالإضافة إلى طرق تأثيرها على الصحة على المدى الطويل”.