أعلنت شركة بوينغ يوم الثلاثاء اعتزامها تعزيز تمويلها بحوالي 35 مليار دولار، وهو أحدث استجابة لأزمة أصابت شركة الطائرات الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية. تعرضت بوينغ لحوادث قاتلة لطائرات 737 Max الخاصة بها في عامي 2018 و2019، تلاها جائحة كوفيد-19 وانفجار لوح لأحد أبواب طائرة في منتصف الرحلة في يناير الماضي، مما أدى إلى توتر كبير على الشركة مالياً. تُقدّر خسائر بوينغ بما يزيد عن مليار دولار شهرياً نتيجة الإضراب الذي تقوم به أكبر نقابة عمال لها والذي أدى إلى توقف الإنتاج في مصانعها الرئيسية في واشنطن منذ الشهر الماضي.
قامت بوينغ بخطوات للتهدئة من القلق الذي قد يكون بحوزة حاملي السندات. أثنى حاملو السندات بشكل عام على خطة بوينغ لجمع ما يصل إلى 25 مليار دولار من الأسهم والديون واتفاقها على تأمين ائتمان جديد بقيمة 10 مليارات دولار. توجه أحد الحاملين بالقول إن “هذا الإجراء ضروري، متوقع، والأهم أنه مرغوب من قبل الأسواق”. ويظل هناك تفاوت كبير بخصوص حجم الاكتتاب المحتمل، مع مخاوف من أن يجد بوينغ نفسه بحاجة لمزيد من التمويل في وقت لاحق.
تحتاج بوينغ إلى الاحتفاظ بتصنيف الاستثمار الجيد لضمان استمرارية عملياتها، وتحديثها بمواعيد التسليم المؤجلة. حذرت وكالة تصنيفات إس آند بي جلوبال أن يكون هناك انخفاض في تصنيف ديون بوينغ إلى مناطق مخاطرة بالنظر للإضراب في مصانعها الرئيسية. بالنسبة للعمال، فإنهم يبدون قليلي الرغبة في العودة إلى طاولة التفاوض، حيث عقدوا مظاهرة كبيرة في سياتل الثلاثاء للضغط على الشركة.
تتساءل الشركات الجوية عن التأثير الذي ستكون له هذه الأزمة على بوينغ، حيث أدت إلى تأخيرات كبيرة في التسليم وتفاقم أزمة نقص الطائرات الجديدة على مستوى العالم. تأثرت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم، مثل رايان إير، التي خفضت خطط نموها للسنتين القادمتين بسبب التأخير في تسلم طائرات 737 Max، وأدى اعتماد شركات مثل ساوث ويست على بوينغ إلى تقليص قدراتها في وقت سابق من هذا العام.