تتمتع شركات التكنولوجيا الكبرى بأعمال مدرجة كقلاع، محاطة بجدران مرتفعة ومحاطة بخنادق. تعتبر منصاتهم ركيزة أساسية في الحياة الرقمية التي تدعم مليارات المستخدمين. في الوقت نفسه، تجعل البيئات التجارية لهذه الشركات، وهي شبكات الشركاء والحلفاء التكنولوجيين الذين يحيطون بها، من الصعب إسقاطها. منذ بداية جائحة فيروس كورونا، تصاعدت الأرباح والنمو في قطاع التكنولوجيا الكبير، مما تسبب في رفع قيمة سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة. يعتبر محاولة وزارة العدل الأمريكية لكسر نشاط جوجل الأساسي للبحث نقطة تحولية هامة في صناعة التكنولوجيا.

في ظل هذا السياق، يُعد القرار القضائي التاريخي ضد جوجل الذي صدر في شهر أغسطس مؤشرًا على هزّ ركان عملها، حيث خططت الولايات المتحدة في هذا الأسبوع لطرح مقترح سيطرة كبيرة لتغيير أعمالها. يعتبر هذا المقترح خطوة مهمة في معركة حول نشاط البحث الذي حقق 175 مليار دولار من الإيرادات العام الماضي، مما يشير إلى تغيير تاريخي محتمل في عالم التكنولوجيا بتغييرات فائزة وخاسرة محتملة.

في حال تحقيق هذه التغييرات، يمكن افتتاح الباب للمنافسة الحقيقية في محركات البحث عبر الإنترنت لأول مرة منذ صعود جوجل، ويمكن أن تُسهّل الطريق بشكل خاص لجيل جديد من الشركات الناشئة التي تأمل في استخدام الذكاء الاصطناعي لتخفيف غلبة جوجل، مثل محركات البحث مثل Perplexity و You.com إلى شركات AI خالية كٌليًا مثل OpenAI.

رغم كل الأثر المحتمل، تحتاج وزارة العدل الأمريكية لتجاوز عقبة كبيرة. بالإضافة إلى إقناع المحكمة بدعم المقترح العلاجي الذي ستقدمه في 20 نوفمبر، يتعين عليها مواصلة القضية في التماس ورفع الأمور أمام المحكمة العليا. ويرى مراقبون قانونيون ومنافسون لشركة جوجل أنه لا توجد طرق سهلة أو مباشرة لضمان المزيد من التنافس.

يرى القاضي الاتحادي أميت ميهتا، الذي اتخذ قرارًا ضد جوجل، أنها استخدمت صفقات الحصرية مع شركات أخرى لضمان الوصول إلى موقع متقدم في عالم الجوال وغيره من الأجهزة، مما أدى إلى إقصاء المنافسين بشكل غير قانوني. جوجل قد أعلنت نيتها استئناف القرار، لكنها ذكرت أيضا أن الحل البسيط لتصحيح الظلم المزعوم يتمثل في حظر نوع من العقود الحصرية. قد تعانق هذه الخطوة تبعات مالية كبيرة. تنتهي الدعم المالي السنوي البالغ 20 مليار دولار الذي تدفعه جوجل لأبل مقابل دخول المستخدمين عبر الآيفون، والذي يمثل جزءًا من 26 مليار دولار علامه. ومن الممكن أن تكون جوجل الفائز الكبير في حال منعت هذه الدفوعات.

العديد من المعتقدين يقولون أن لا بد من توازن آثار العقوبات السلبية في المستقبل، من خلال فوائد العملاء الناشئة والفرص الوظيفية المزيدة والابتكارات. تؤكد هذه الاقتراحات على أن التجارب الشخصية والخدمات الأخرى تقديم قيمة هائلة للعديد من الشركات.

بجانب توزيع البيانات، قامت وزارة العدل أيضًا بالاقتراح أن يجب على جوجل منح المنافسين وصولًا إلى شبكتها الإعلاناتية، مما يُمكّنهم من كسب نفس المبلغ من حركة البحث الخاصة بهم كما يفعل جوجل. تشير مؤشرات إلى أن محاولات الوزارة قد تؤدي إلى تقليص الاعتماد على جوجل في السوق، مما يسمح للشركات منافسية بالظهور. تتوقع واحد من أكبر الآثار للمقترحات الخاصة بوزارة العدل أن تكون في مجال الذكاء الاصطناعي النامي.

لتهيئة مكانها في ثورة الذكاء الاصطناعي للجيل القادم. قد يصبح القضاء على جوجل أحد أكبر التحديات والنقاشات في السوق التكنولوجي مع مساعدة الشركات الناشئة على الدخول بقوة إلى أسواق جوجل. القاضي لم يف صرح أن “العديد منها يأتي من العواقب المترتبة من عمل جوجل والفترة الطويلة من السلوك المنافسي غير القانوني”. وهذه الأثار السلبية يجب أن تتوازن عبر الوقت من خلال فوائد العملاء.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version