تتناول هذه المقالة قصة شركة الدفاع الإسبانية نافانتيا التي تطالب بمبلغ إضافي قدره 300 مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية في إطار عقد لبناء ثلاث سفن، كمقابل لإنقاذ شريكتها في المشروع شركة هارلاند آند ولف، شركة بيلفاست المضطربة. انضمت نافانتيا إلى هارلاند آند ولف في عام 2020 وفازت بعقد بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني لبناء ثلاث سفن للبحرية الملكية البريطانية. إلا أن المجموعة الإسبانية تطالب الآن بتعديل الصفقة بقيمة أعلى بمقدار 1.9 مليار جنيه إسترليني كمقابل فعال لشراء هارلاند آند ولف من الإفلاس. تجري مفاوضات حساسة تجاريًا على مستوى كبار المسؤولين في هذا الشأن لتحقيق تسوية.
من جانبها، أعربت شركة نافانتيا عن ترددها في الاستحواذ على جميع مواقع هارلاند آند ولف، خاصة المصنعين الصغيرين في أسكتلندا. يمكن للحصول على تمويل إضافي وتغطية تكاليف الصيانة لهذين المصنعين ضمن مساهمة جديدة في تحسين الوضع. المشكلة في مسألة هارلاند آند ولف تشكل اختبارًا للتزام الحكومة البريطانية بالاستراتيجية الصناعية الجديدة. رغم أن بعض الوزراء البريطانيين موافقين على الصفقة المعدلة، إلا أن هناك شروطا واسعة من ناحية الضمانات الوظيفية.
تأسست هارلاند آند ولف منذ أكثر من قرن، وشهدت وصولًا لعدد قياسي من السفن مثل تيتانيك. بينما تراجعت حالة الشركة عندما لم تتمكن من تأمين كفالة قرض بقيمة 200 مليون جنيه استرليني من الحكومة البريطانية. يشير مديرو الأزمات في الشركة إلى أن الشركة مدينة بمبلغ 156.7 مليون جنيه لأحد صناديق الاستثمار في الولايات المتحدة، ومن المرجح ألا تتمكن من سداد مبلغ بالكامل.
رغم فشل المشروع الأصلي في تحقيق الأرباح المتوقعة، فإن هارلاند آند ولف تعمل على تحقيق مكاسب في عام 2023. بعض الوزراء البريطانيين يدعمون الصفقة المعدلة بشرط أن يوافق نافانتيا على ضمان الوظائف بشكل واسع. من المقرر بناء السفن الثلاثة في مصانع هارلاند آند ولف بينفصلف وآيرنيش في اسكتلندا، كما في موقع نافانتيا الرئيسي في بورتو ريال. من المتوقع أن يسهم هذا العقد في تحفيز صناعة التصنيع في إيرلندا الشمالية.
تشير تقارير إلى أن شركة نافانتيا تعمل على تقديم التمويل اللازم لهارلاند آند ولف في الأسابيع الأخيرة، مع مطالبة الوزراء بإقامة وظائف حكومية. وتخضع المحادثات لمستوى عالٍ من السرية بين الطرفين لحفظ التوازن بين التطلعات التجارية وحماية الوظائف.
