تعمل شركات الطيران الأوروبية بالتعاون مع مطاراتها ومراقبي حركة الطيران على إجراء تغييرات جذرية في عملياتها، حيث تسعى صناعة الطيران إلى تجنب حدوث اضطرابات جديدة خلال فصل الصيف لراحة الركاب. وقد أدت التغييرات في جداول الرحلات وجهود تقليل مخاطر إضرابات مراقبي حركة الطيران إلى تفاؤل رؤساء الصناعة بأنه لن يتكرر مشاكل الصيف الماضي. فقد أفاد جوهان لوندغرين، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران المنخفضة التكلفة البريطانية إيزي جت، بأن الصناعة بصفة عامة مستعدة بشكل أفضل لكنه لا يمكن لأحد أن يكون مُرتاحًا ومستريحًا. وتحت ضغط خاص لتحسين أدائها التشغيلي، تقوم شركة الطيران البريطانية بريتيش إيرويز بإجراء تغييرات كبيرة في عملياتها الأرضية في مطار هيثرو في لندن، بعدما كانت نسبة 60 في المئة فقط من رحلاتها في الوقت المحدد العام الماضي.

حيث أشارت الشركة إلى أنها قامت بتعيين 350 موظفًا إضافيًا، ورفع مستوى المعدات مثل آلات تحميل الأمتعة والحافلات، وتحديث أنظمتها التكنولوجية غير الموثوق بها. كما قضت الشركات الشتاء يعملن مع الهيئة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكنترول) لتعزيز مرونة شبكة مراقبة حركة الطيران في المنطقة، بما في ذلك تخصيص الموارد لضمان سلامة الموجة الأولى من الرحلات الصباحية. وقال مايكل أو ليري، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران المنخفضة التكلفة ريان إير، إنه إذا تمكنت الموجة الأولى من الرحلات من الانطلاق بسلاسة، فإن باقي اليوم سوف يسير بشكل جيد بشكل عام.

وقد أدت موجة من إضرابات مراقبي حركة الطيران الفرنسيين وزيادة في العواصف الصيفية إلى إحداث فوضى في جداول الرحلات الصيفية الماضية، مما يعد أمرًا حرجًا لأرباح شركات الطيران. وفقًا لبيانات يوروكنترول، هبطت نسبة 71 في المئة من الرحلات في أوروبا خلال 15 دقيقة من وقت وصولها المقرر عام 2023، وهو مستوى تقريبًا نفسه كما كان في 2022. وقد كان الأداء في العام الماضي 7 نقاط مئوية أدنى من العام 2019، العام الأخير قبل أن تُغلق جزء كبير من مجال الطيران العالمي بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي نهاية العام الماضي، وافقت اتحادات مراقبي حركة الطيران الفرنسيين على تجنب الإضرابات أثناء دورة الألعاب الأولمبية وعلى عدم القيام بأعمال نقابية تتعلق بالأجور لعدة شهور مقابل مكافآت أعلى. ومن المفروض أيضًا أن يقدم مراقبي حركة الطيران في فرنسا إخطارًا بمدة 48 ساعة قبل الدخول في إضراب بموجب قواعد جديدة. وقالت يوروكنترول إنها عملت مع شركات الطيران على تقديم جداول زمنية واقعية لضمان عدم تراكم التأخيرات. وقد استخدمت إيزي جت الذكاء الاصطناعي لدراسة كميات ضخمة من البيانات لتخطيط مواعيد الرحلات لصيف هذا العام.

وتضافرت الجهود مع العديد من الشركات والمطارات بغية التصدي لمشاكل التشغيل، بما في ذلك سوء الأحوال الجوية. وقالت كاثرين ليهي، المديرة التنفيذية لشركة تشغيل حركة الطيران في المملكة المتحدة (ناتس)، إن الاضطرابات التي يمكن أن تحدث في المنظومة تعتبر أكبر تهديد يواجه صناعة السفر في موسم الذروة، حيث لا تزال الأجواء مزدحمة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا. وكنتيجة لهذا، فإن الآلاف من الرحلات يوميًا تم ضغطها في شريط مرور أضيق من المجال الجوي في جنوب شرق أوروبا. ويظل انقطاع العمل في بعض الأبراج التحكمية في المطارات الصغيرة أحد التحديات المستمرة، حيث يعمل الهيئة المدنية للطيران في فرنسا حاليًا على تقديم خطة جديدة لتحسين إنتاجية القطاع والتي قد تؤدي إلى إغلاق بعض أبراج التحكم في المطارات الصغيرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version