شهدت سنغافورة سلسلة غير عادية من الاجتماعات الرفيعة المستوى مع البنوك الدولية حيث حاولت تطمئنها بأن مركزها المالي يمكن أن يبقى مستقرًا ومحايدًا في ظل التوتر المتزايد بين الصين والغرب. عقدت الاجتماعات خلال الأشهر الستة الماضية مع مؤسسات مالية أمريكية وأوروبية بما في ذلك سيتي جروب وستاندرد تشارترد بالإضافة إلى بعض البنوك المحلية. شارك في المناقشات كبار المسؤولين السينغافوريين بما في ذلك وزير الأمن القومي تيو تشي هيان ووزير الخارجية فيفيان بالاكريشان ووزير الصناعة والتجارة غان كيم يونغ ووزير الشؤون الداخلية ر. شنموجام.أكد المسؤولون التزام سنغافورة بالحفاظ على محايدية مركزها المالي في ظل التوتر المتزايد بين بكين وواشنطن وأبدوا استعدادهم لتقديم التأكيدات اللازمة بأن المؤسسات المالية لن تواجه تنظيمًا غير ضروري عقب تحقيق في عملية غسيل الأموال بقيمة 2.2 مليار دولار، أكبر تحقيق في تاريخ المدينة-دولة.
وتعد سنغافورة مركزًا ماليًا محايدًا لكنها تشعر بضرورة تعزيز هذه المحايدية بعد تدفق كبير من الأشخاص والأموال من الصين البر الرئيسي. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الاجتماعات الدولية عندما أكدت الحكومة للحاضرين بأن المؤسسات المالية لن تواجه تنظيمًا غير ضروري عقب التحقيق في عملية غسيل الأموال. فقد جرى تقديم اتهامات ضد عشرة أجانب مرتبطين بالصين بغسيل الأموال ويجري للرقابي المالي التحقيق في ما إذا اتخذ البنوك والمؤسسات الأخرى الخطوات الضرورية للتخفيف من المخاطر كجزء من التحقيق.
تسعى سنغافورة لتأكيد سلامة وموثوقية مركزها المالي وذلك في وسط عدم اليقين الجيوسياسي. وأكدت مكتب رئيس الوزراء بأن المسؤولين العامين تفاعلوا مع مجموعات متنوعة، بما في ذلك البنوك والمؤسسات المالية، منذ عقود. وأشار المكتب إلى أن المشاركين يقدرون الفرصة التي يتاح لهم من خلالها التفاعل مع الوزراء والمسؤولين العامين. وقال تنظيم الكورنينغ مينيستر ريار أنه تم عقد اجتماعات بانتظام مع الجمعيات الاقتصادية والتجارية، ويأتي هذا التواصل مع البنوك في سياق رفع استوك سنغافورة كمركز مالي عالمي.
رغم قبول موظفي الشركات المحلية للمواعيد التي تم تحديدها مسبقًا، إلا أن قيادة الشركة كانت مندهشة من تواصل مكتب رئيس الوزراء مع الأعمال بشأن الأمور الجيوسياسية. وأشارت إحدى التقارير الأمريكية إلى أن تضمين وزراء مثل تيو، وهو قائد بحري سابق يشغل منصب وزير التنسيق للأمن القومي منذ عام 2015، “أثار استغرابًا”. وأكدت أن الرسالة العامة التي وصلتهم هي أنهم يرغبون في جعل الأمر واضحًا أن سنغافورة لا تزال الوجهة الأمنة والموثوقة الأكثر موثوقية في المنطقة.