يختار رولا خلف، رئيس تحرير الصحافة المالية، قصصها المفضلة في النشرة الإخبارية الأسبوعية. أطلق أحد أثرياء السعودية الأمراء الوليد بن طلال محاولة عودة، بإحياء مشروع لبناء أطول برج في العالم في وقت ينطلق فيه المطورون في المملكة في موجة من المشاريع العقارية الفاخرة. وقد استأنفت العمل في الأسبوع الحالي على البرج بجدة، والذي يفوق ١٬٠٠٠ متراً ومن المقرر أن يتجاوز برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه ٨٢٨ متراً في دبي كأطول برج في العالم عند الانتهاء منه في عام ٢٠٢٨.
يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من الإعلانات العقارية الفاخرة هذا الأسبوع، والتي تأتي في إطار المنافسة بين السعودية ومركز مالي منافس مثل دبي على الأعمال العالمية والسياح على الرغم من التباطؤ الاقتصادي. على الرغم من خطط الحكومة لخفض الإنفاق العام في العام المقبل نظراً للمخاوف من توسع العجز المالي بسبب انخفاض إيرادات النفط، فإن الإعلانات تشير إلى أن هناك اهتماماً ما للمشاريع الفاخرة بهدف جذب المستثمرين والزوار الأجانب والمساعدة في التنويع بعيداً عن الهيدروكربونات.
يعد البرج بجدة، الذي تم تصميمه على شكل “حزمة من الأوراق تتألق من الأرض”، أحد أكثر المشاريع الطموحة التي قام بها الأمير الوليد، الذي بنى ثروته في مجال العقارات والمصرفية قبل إنشاء محفظة عالمية تتضمن حصصاً في ديزني وأبل. ولكن توقف بعد أن ضُم الأمير وكبار المديرين التنفيذيين من مجموعة بن لادن السعودية، شريك في مشروع البرج والمقاول الرئيسي له إلى حملة فساد غير عادية شنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع اعتلائه السلطة في العام ٢٠١٧.
شد عدد من المئات من الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين الكبار إلى الفندق في ريتز كارلتون بالرياض. تم التوصل إلى تسوية معظمهم بعد الإفراج عنهم بعد الوصول إلى تسويات سرية مع الحكومة، التي قالت إنها حصلت على مبلغ ١٠٠ مليار دولار. وأُطلقت ثمانية نصائح في عام 2017. أُطلق سراح ام الوليد بعد التوصل إلى ما سماه “اتفاقاً سرياً وسريًا” مع الحكومة. وقد تم الإتفاق في عام ٢٠٢٢ على بيع ١٦.٨٧ في المئة من شركة المملكة القابضة لصندوق الثروة السيادي الدولي، وتم إعادة هيكلة مجموعة سابك بعدما صادرت الحكومة حصة كبيرة في الشركة كجزء من التسوية للادعاءات بالفساد.
دبي، إحدى الإمارات السبعة التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت المركز المالي في المنطقة على مدى الثلاثة عقود الماضية. لكن السعودية كانت تدفع بقوة لجذب الشركات متعددة الجنسيات لنقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة، محذرة الشركات من أنها ستفوت عليها عقود حكومية مربحة إذا لم تقم بتوجيه عملياتها في البلاد. وقالت الحكومة هذا الأسبوع إن ٥١٧ شركة، ٣٠ في المئة منهم شركات Fortune 500، تم ترخيصهم لإنشاء مقراتهم الإقليمية في الرياض. “هناك منافسة واضحة حيث لا يمكن للمنطقة دعم غير العديد من المراكز الاقتصادية”، وفقًا لخبراء متخصصين في اقتصاد الخليج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن.