تواجه صناعة الزراعة في باكستان صعوبات في التكيف مع نهاية فترة ازدهار قصيرة في توفير إحدى قواعد الطهي الصينية، حيث تنخفض الطلبات والأسعار لبذور السمسم مع زيادة المنافسة من الدول الأخرى. فقد قامت الصين بشراء فقط 19 مليون دولار من السمسم من باكستان في الأشهر الحصادية من أغسطس وسبتمبر هذا العام، بانخفاض نسبته 53 في المئة مقارنة بنفس الفترة في عام 2023. وكانت باكستان تستفيد من الصراعات في السودان وإثيوبيا وميانمار التي أدت إلى تعطيل إمدادات المنتجين هناك، بالإضافة إلى قرار بكين بإلغاء 9 في المئة من الرسوم على بذورها من باكستان.

وبحسب البيانات من إدارة جمارك بكين، فإن انخفاض الطلب من الصين يقود الأسعار نحو 12،000 روبية للموندي (40 كجم)، وهو نحو دولار واحد للكيلوغرام، بالمقارنة مع 20،000 روبية كما كانت في العام الماضي. وقال السيد آلان شي، المدير العام للزراعة في شركة الهندسة الصينية في باكستان، إن انخفاض الطلب من الصين يجعل بعض الفلاحين يرون أنه من الأفضل عدم زراعة السمسم مرة أخرى بسبب الأسعار المنخفضة.

رغم تخصص شركة أرمكم في بيع بذور السمسم عالية الجودة إلى الولايات المتحدة وأوروبا بدلاً من الصين، يتأثر الشركة أيضًا بانخفاض الأسعار. ولكن باكستان تصدر 403 مليون دولار من السمسم العام الماضي، مما يجعلها خامس أكبر مصدر للتصدير في العالم، مقارنة بمبلغ 40 مليون دولار فقط في عام 2019. ويعزو الخبراء هذا النجاح إلى تعريف باكستان من الحصول على استثناء من الرسوم الجمركية، مما يعطي تصديراتها حافة على العديد من المنافسين.

بعدما زرع الفلاحون الباكستانيون السمسم على أكثر من 1.8 مليون فدان من الأراضي الزراعية، وهو أربعة أضعاف المساحة المنزرعة للبذور في العام 2020، بدأت الأسعار بالانخفاض كل أسبوع منذ بداية الموسم في أغسطس. ويقول خبراء أن دولاً مثل البرازيل والنيجر ساهمت في تواجد منافسين جدد على الساحة العالمية، مما أدى إلى تصحيح الأسعار إلى ما يقرب من 1200 دولار للطن هذا العام، مما يضع ضغوطًا على الفلاحين الباكستانيين الذين استفادوا من الأوضاع الاقتصادية السابقة لعام 2023.

يشير إبراهيم شفيق، مدير التصدير في شركة لطيف لصناعة الأرز في لاهور، إلى أن هذا الانخفاض يظهر كيف يرتبط نجاح صادرات الزراعة في البلاد بالاقتصادات المجاورة. ويرى خبراء أن أسرع طريقة لتعزيز الصادرات إلى الأسواق مثل كوريا الجنوبية واليابان هي تحسين جودة البذور، والتي تتطلب تنظيف المنتج من الأوساخ والمبيدات. أما بالنسبة للفلاحين، فإن البديل الأمثل هو التحول إلى زراعة محصول آخر خارج سوق السمسم، خاصة مع الأسعار المنخفضة التي لا تحقق الأرباح المطلوبة. ويعتبر هذا الانحدار في الأسعار أحدث إشارة إلى تحديات قطاع الزراعة الباكستاني، الذي يعتمد رؤساء السياسة على زيادته كوسيلة لجلب سيولة نقدية أجنبية مهمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.