انخفضت أسعار النفط بشكل حاد يوم الثلاثاء مع تلاشي المخاوف من هجوم إسرائيل على منشآت إيرانية وتقديم توقعات جديدة ألقت بظلالها على الطلب الصيني. وهبطت مؤشرات الخام العالمي برنت بنسبة تصل إلى 5.3 في المئة في التداولات الأولية إلى 73.34 دولار للبرميل، قبل أن تستعيد جزئيًا توازنها وتتراجع بنسبة 3.8 في المئة. ونزل الخام الأمريكي الخفيف WTI بنسبة تصل إلى 5.6 في المئة قبل أن يستقر عند 4.1 في المئة. وقد تراجعت أسعار النفط بنسبة خامس من قمتها هذا العام، التي بلغت أعلى من 90 دولارًا للبرميل في أبريل.
وقفزت الأسعار في الأسابيع الأخيرة خوفًا من أن الصراع بين إسرائيل وإيران سيعرقل التوريد. وشهدت البيع الجماعي يوم الثلاثاء جزئيا بفعل تأكيدات من إسرائيل خلال الليل بأنها لن تسعى لمهاجمة بنية تحتية نفطية إيرانية. بدلاً من ذلك، أبلغ مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة أنهم يعتزمون تقييد أي ضربة ردعية ضد إيران لأهداف عسكرية. في الوقت نفسه، خفضت كل من أوبك، وهي كارتل النفط، والوكالة الدولية للطاقة توقعاتهما هذا الأسبوع بشأن طلب النفط العام القادم، بعد استمرار الضعف في السوق الصينية. قالت الوكالة إن الطلب على النفط في الصين سينمو بمعدل 150،000 برميل يوميا في عام 2024، بعدما انخفض استهلاك النفط للشهر الرابع على التوالي في أغسطس بحوالي 500،000 برميل يوميا. كما قلصت توقعاتها الكلية لنمو الطلب على النفط هذا العام بمقدار 40،000 برميل يوميا إلى 860،000 برميل يوميا.
وأشارت الوكالة إلى أن الطلب على النفط سيرتفع بحوالي مليون برميل يوميا في عام 2025، بقليل أعلى مما توقعته الشهر الماضي. وقالت الوكالة إن الصين، التي كانت تمثل نحو 70 في المئة من نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024، ستمثل فقط خُمس نمو هذا العام، مما يؤكد على التباطؤ السريع مع ضعف الاقتصاد وتسارع دولة الكهربة الصينية. حددت أوبك أيضًا توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2024 يوم الإثنين، ولكنها تتوقع نتائج أقوى قدرها 1.93 مليون برميل يوميا. كما قالت الوكالة إن هناك أكثر من 1.2 مليار برميل من المخزونات، ويوجد العديد من القدرات الإضافية بين أعضاء أوبك لتلطيف أي انقطاع في التوريد.
وقالت الوكالة: “مع تطورات العرض، فإن الوكالة جاهزة للتدخل إذا لزم الأمر”. وأضافت: “في الوقت الحالي، هناك عرض مستمر، وفي غياب أي انقطاع كبير في التوريد، تواجه السوق فائضًا كبيرًا في العام الجديد”.