تحدثت الكاتبة الاقتصادية كلاوديا جولدين في مقال نشرته في عام 1998 عن ارتفاع معدل الحضور في المدارس الثانوية في الولايات المتحدة. في عام 1900، كان حوالي 10 في المئة من الأمريكيين يحضرون المدرسة الثانوية. وفي عام 1940، ارتفع هذا الرقم إلى 70 في المئة، وجاء معظم هذا النمو خلال الفترة من 1920 إلى 1935. وكان استنتاج جولدين هو أن الزيادة الهائلة في التعليم الثانوي خلال هذه الفترة كانت سببًا رئيسيًا في أداء الاقتصاد بشكل جيد بعد عام 1945.
عند بداية فترة الكساد الاقتصادي في الثلاثينيات من القرن الماضي، زادت ضرائب الممتلكات إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة. فكانت ضرائب الممتلكات هي مصدر تمويل المدارس وكانت تفرض بشكل رئيسي على العقارات من قبل الولايات والمحافظات المحلية بنسبة تجاوزت 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أوائل الثلاثينيات. هذا تسبب في انهيار قيم العقارات وسلسلة من الخسائر والافلاسات.
كانت الضرائب المرتفعة على العقارات في أوائل الثلاثينيات بسبب الخصم الذي كانت تتمتع به من الضريبة الفيدرالية على الدخل. وكان السبب الآخر في تلك الضرائب العالية هو أن فوائد السندات البلدية لم تكن مشمولة بالضرائب. قضت السلطات ببناء المدارس الثانوية بشكل كبير خلال العقود العشرينات والثلاثينات لأن الأثمان بعد خصم الضرايب تنخفض وكان الأثرياء ينفقون أموالهم في سنداتهم غير الخاضعة للضرائب.
تم التركيز على بناء المدارس الثانوية خلال الفترة من 1920 إلى 1935 بشكل كبير، وكانت الولايات الغنية هي التي كانت لديها أفضل معدلات تعليم واسعة النطاق. تم زيادة الإنفاق على البناء ورواتب المعلمين وزاد عدد الطلاب، مما أدى إلى ارتفاع ضرائب الممتلكات بشكل كبير في تلك الفترة.
كانت تكلفة إقامة المدارس الثانوية وزيادة ضرائب الممتلكات في أوائل الثلاثينيات كبيرة للغاية وأسفرت في النهاية عن العديد من المشاكل الاقتصادية. كانت تلك الاحداث مدرجة في البحوث التاريخية في الثمانينيات وأظهرت أن الاقتصاد كان متضررًا بشكل كبير بسبب تلك الزيادات الضريبية الهائلة.