تم استعراض إقتراحات البنوك في منطقة اليورو والتي تشير إلى انخفاض “كبير” في الطلب على القروض من الشركات، مما دفع إلى دعوات للبنك المركزي الأوروبي لإشارة بأنه سيخفض أسعار الفائدة قريبًا عندما يلتقي هذا الأسبوع. وأشار التقرير الفصلي للبنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء إلى أن “الطلب على القروض من الشركات انخفض بشكل كبير، على خلاف توقعات البنوك بحدوث تعافي”. وقد أدى هذا الانخفاض في الاستثمار، الذي يعكس خطط استثمارية أقل، إلى احتمالية استمرار تعثر الاقتصاد في المنطقة الأوروبية.
هناك علامات أيضًا على بدء البنوك في ثبات توافر الائتمان للاقتصاد في الربع الأول من هذا العام، بعد فترة أربع سنوات من الشدة، حيث خفضوا تكلفة الرهون العقارية لأول مرة منذ أكثر من عامين. وسيقوم نتائج الاستطلاع بتغذية المناقشات بين صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي عندما يلتقون هذا الأسبوع لمناقشة مدى ضيق ظروف التمويل التي تقيد النشاط وتبريد ضغوط التضخم.
بينما يعتقد المستثمرون أن البنك المركزي الأوروبي سيبدأ في خفض سعر الفائدة الإيداعي الأساسي من مستوى رقمي قياسي قدره 4 في المئة في يونيو، هناك شكوك حول وتيرة ومجموع الإجراءات التخفيفية التي ستتبع ذلك، خاصة إذا لم يتبع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نفس الخطوة. يعتقد بعض المحللين أن انخفاض الطلب على القروض من الشركات سيزيد من فرص التخفيضات في يونيو وفي معظم الاجتماعات الأربع الأخرى المتبقية للبنك المركزي الأوروبي هذا العام.
فيليكس شميدت، اقتصادي في البنك الألماني Berenberg، قال إن نتائج الاستطلاع تعني أن ” السياسة النقدية لا تزال مقيدة وبالتالي، جنبا إلى جنب مع الوضع الاقتصادي الهش وتراجع التضخم، يزيد الضغط على البنك المركزي الأوروبي لبدء تخفيض الأسعار في يونيو”. وتوقعت البنوك أن يحدث مزيداً من “شد الأشرطة الائتمانية بشكل معتدل” ولكن ارتفاعاً في الطلب على القروض في الربع الثاني. وتنبأوا بأن الطلب على القروض الشركات سيستمر في الانخفاض ولكنهم قالوا إن الطلب على الرهون العقارية متجه نحو الارتفاع في إشارة إيجابية لأسعار المنازل في منطقة اليورو.
قام بعض الاقتصاديين بالإشارة إلى أن البنوك أبلغت عن أقل قدر من زيادة تشديد معايير الائتمان لأكثر من عامين إلى جانب انخفاض أسعار الرهون العقارية ليحججوا بأن التشديد في ظروف التمويل قد تجاوز ذروته. وقال مارتن يولبرج، اقتصادي في Generali Investments، إن البيانات الأخيرة، بما في ذلك الأرقام المنفصلة التي تظهر ارتفاعا طفيفاً في قروض الشركات في بداية هذا العام، تشير إلى أن “التشديد الناتج عن قرار رفع الفائدة قد تجاوز جزءاً كبيراً من مساره”.
وتوقع أن البنك المركزي الأوروبي سيُخفض الفائدة بنسبة ربع نقطة على الأقل ثلاث مرات هذا العام. ولكنه أضاف أنه يمكن تخفيض تكاليف الاقتراض “بشكل أكبر حيث قد تعوض تأجيل مزيد من التخفيضات من قبل الفيدرالي لأول تخفيف لمتطلبات الأمر الشرائي في منطقة اليورو”.