تحول في الطلب على مساحات المكاتب دفع مالكي المباني الإدارية إلى النظر إلى مصدر جديد للإلهام والدخل: مجتمعاتهم المحلية. مع دمج أساليب العيش والعمل والترفيه في المكان نفسه، يبحث المزيد من الناس باستمرار عن مكان يقدم لهم الوصول إلى التعليم والبيع بالتجزئة ومرافق الرعاية الصحية والفنون واللياقة ورياضة الأطفال والتخزين والترفيه – جميعها قريبة من مكان إقامتهم.

يمكن أن تكون المساحات الإدارية الفارغة مهيأة بشكل صحيح لتربط هذه الاستخدامات وإنشاء وجهة وتجربة لكل من يرغب في العمل والتسوق والعيش هناك. سيتمكن الملاك الذين يستطيعون تنفيذ الاستراتيجية بشكل صحيح من الاستفادة من الطلب الجديد على مدراهم – كل ذلك بينما يضيفون وظائف إلى مجتمعاتهم ويزيدون من إيراداتهم على طول الطريق.

تقييم الطلب المجتمعي
تقديم خدمات الفنادق لضيوفهم، حتى لو لم تكن تولد الإيرادات، من خلال تحليل التركيبة السكانية المحلية والفجوات في احتياجات المجتمع، يستطيع ملاك المكاتب تأجير المساحات الفارغة لفئة من المستأجرين الذين سيجذبون المستهلكين الجدد ويؤمنون قيمة لممتلكاتهم، لكن تحديد المستأجرين المناسبين يعتمد على العقار والسوق.

مثلا، يمكن تحويل المساحات في برج أو عمارة مرتفعة في المركز الحضري مع إطلالات فندقية رائعة لتشمل سبل الراحة مثل مراكز الاجتماعات ودور العرض والصالات والحانات ومراكز الرسائل ومغسلات السيارات وخيارات الساحات الخارجية مثل برامج الشواء وملاعب البوتشي. وفي الوقت نفسه، يمكن تحويل مكاتب مع وصول للخارج في أحياء تكثر فيها العائلات لتكون مرافق رعاية الأطفال مثلا. المتاجر والمطاعم ومتاجر بقالة والمتاجر المؤقتة والرعاية الصحية وحتى أماكن التصوير أيضا مثال على المستأجرين الذين يمكن استخدام المساحات الفارغة من أجلها.

المواجهة التحديات
تحويل الطوابق الإدارية القائمة إلى استخدامات بديلة يأتي مع بعض التحديات. يحتاج مالكو المكاتب أولا إلى فهم احتياجات المجتمع، وهذا يتطلب فهمًا قويًا للموقع وأنماط حركة المرور والتركيبة السكانية المحلية والشركات المنافسة من أجل وضع المستأجرين المناسبين في مبنى يلبي مطالب مجتمعه. بعد تحديد الاستخدام المناسب وتهيئة أو تجديد المساحة لاستيعاب غرضها الجديد، سيكون على مالكي المكاتب تطوير فريق إدارة عقارات متعدد الاستعمالات قادر على التعامل مع متطلبات متنوعة داخل المبنى.

سيكون التحدي الأمني هو أحد التحديات حيث سيكون المبنى مفتوح لفترات أطول وستزيد نفقات العمالة. ستكون مناطق أكبر من المبنى مفتوحة للجمهور، مما يخلق احتياجات أمنية مختلفة عما يحتاجونه في مبنى مكتبي آمن. إنشاء برنامج أمني مصمم خصيصًا لتلبية الوصول المتزايد والمختلف للعامة هو أمر أساسي. هنا حيث يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مساعدة في إنشاء تدابير أمنية متزايدة، وتقليل عدد العاملين في الأمن الذين يتولون المهام الإدارية وجعل دخول وخروج المبنى طوال اليوم أكثر سهولة للمستخدمين. على الجانب الآخر، سيتم إعادة تقدير النفقات المتعلقة بالمتطلبات التشغيلية الأساسية، مثل الأنظمة الميكانيكية وتكاليف الطاقة والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات (خاصة الواي فاي) والاتصالات من أجل استيعاب الاستخدامات الجديدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version