يقوم ديفيد جيل، الرئيس التنفيذي بالإنابة في هيئة تنظيم النظام الدفع البريطانية، بالحث على تبني مزيد من الإجراءات من قِبَل مواقع التواصل الاجتماعي في “حرب الاستنزاف” ضد الاحتيال المالي على مواقعهم، وأضاف أن يجب على الوزراء النظر في جعل تلك المنصات مسؤولة عن تعويض الضحايا. ويأتي ذلك في إطار تنفيذهم للقواعد الجديدة التي تجعل مقدمي الدفع مسؤولين عن الخسائر نتيجة للاحتيال بالدفع الفوري المصرح به، حيث يتم خداع الضحايا لإرسال أموال من حسابهم المصرفي.
قدمت حزب العمال في وقت سابق هذا العام خططًا تهدف إلى إجبار شركات التكنولوجيا على “تحمل جزءها الأمثل من المسؤولية” في مكافحة الاحتيال وتعويض الضحايا. وأوضح جيل أن هناك العديد من الأنشطة الاحتيالية التي تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الجميع ينبغي عليهم العمل على منع الاحتيال من القيام بمثل هذه النشاطات في المقام الأول.
كانت هناك جهود مكثفة من قِبل صناعة الدفع للضغط على الهيئة لخفض حد التعويض من 415 ألف جنيه إلى 85،000 جنيه فقط قبل تنفيذ السياسة الجديدة. ورغم الانتقادات التي أثيرت حول الحد الجديد، إلا أن جيل أصر على أن قرار الهيئة الانتقالي جاء استنادًا إلى البيانات والأدلة العملية.
من جانبه، رحب جيل بخطط شركة ميتا للتوسع في شراكة مع البنوك لمشاركة بيانات المعاملات بهدف منع الاحتيال، وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها “قد انضمت إلى الحفل، حتى حدٍّ ما” في مكافحة الاحتيال. ومع ذلك، قارن المشكلة بـ “ضرب الواك إمول”، حيث يستمر الاحتيال في الظهور على مواقع أخرى بعد حظره على موقع واحد.
خسر البريطانيون 460 مليون جنيه بريطاني في العام الماضي نتيجة للاحتيال بالدفع الفوري المصرح به، ويرى جيل أن الخسائر تشكل تأثيرًا كبيرًا على الناس على الصعيديكلفًة مالي ونفسي. ورغم المخاوف من أن تكاليف التعويض قد تدفع الشركات الناشئة إلى الخروج من الأعمال، إلا أن جيل أعرب عن عدم تعاطفه مع هذه المخاوف، معتبرًا أن “ما لا يمكن أن يحدث هو السماح للنصب والاحتيال المصرفي بينما يكون مستوى مناسب من التكاليف المقبول”.
أكد جيل أن الهيئة قد التزمت بمراجعة رسمية للنظام الجديد بعد عام واحد من تنفيذه، وأعرب عن رغبته في رؤية زيادة في الرقابة بشكل خاص على بنوك النصب والاحتيال، ورؤية مغادرة المحتالين للسوق. وأشار إلى أنه في حال ظهور مشاكل، يمكن أن يتم التصرف وتغيير الأمور قبل انتهاء المدة الزمنية المقررة .