تتناول هذه المقالة الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنية الدفع عبر الحدود في تحويل النظام المالي الدولي وتأكيد الغرب على الحفاظ على الهيمنة في هذا المجال. يتناول المقال أهم أحداث قمة بريكس الشهر الماضي في كازان، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة الذي دعا لإصلاح النظام المالي الدولي ليكون أكثر شمولًا وعدالة. تحدثت وزراء مالية بريكس عن ثلاث طموحات رئيسية: نظام دفع عبر الحدود، وخدمات تسوية الأوراق المالية، ونظام إعادة التأمين البديل. تعكس هذه الخطوات أولويات روسيا العاجلة بعد العقوبات التي فرضتها الغرب عليها بسبب الأزمة في أوكرانيا.
تواجه هذه الثغرة تحديات عديدة، منها مشاكل الحكم الهائلة والاقتصادية. تبين أن البنوك الروسية طُردت من نظام Swift، وتم إيقاف احتياطيات موسكو في Euroclear، بسبب الحظر الذي فرضه الغرب على التجارة النفطية الروسية. تثبت هذه الضغوط الغربية عملها ويجب تشديدها، ولكن ينبغي القلق من إمكانية البحث عن اتصالات مالية دولية بديلة.
يجري العديد من البلدان السعي إلى بديل للدولار للتجارة الدولية، ولكن يواجهون تحديات اقتصادية كبيرة. يعد مؤشر Cips الصيني نموذج تطبيقي ناجح، لكنه لم يثبت جاذبيته كبديل قوي للدولار. يجب على الحكومات الصينية، وغيرها، التغلب على مشكلات الحكم لجذب المزيد من المستخدمين.
تسعى تقنيات تحويل النقود الرقمية والتسوية الجارية لرفع مستوى نظام الدولار وجعله أكثر سرعة وكفاءة. قد يستخدم بريكس أحد هذه المشاريع كنموذج يمكن تقليده، ولكن يجب التغلب على مشاكل الحكم لجذب المزيد من المستخدمين.
يواجه الغرب تحديًا جديدًا في السباق التكنولوجي والجيوسياسي على الصعيد المالي. من الأفضل له أن يستفيد من ذلك لتحسين نظام الدولار والحفاظ على هيمنته الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، بدلاً من تقسيم الاقتصاد العالمي إلى كتل منفصلة.