روﻻ خلف, محررة صحيفة FT، تختار قصصها المفضلة في هذا النشرة الأسبوعية. القانون الرئيسي، أو ما يعرف بـ “قانون شتاين”، يقول: “إذا كانت الأمور لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، فإنها سوف تتوقف.” هذا القانون الذي اقترحه هربرت شتاين، رئيس مستشاري الاقتصاد في عهد ريتشارد نيكسون، يشير إلى عجز الميزان التجاري والميزانية للولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف العجز، ولكن كما يقول المثل الألماني، “الأشجار لا تنمو حتى السماء”، وفي النهاية ستتوقف الأشجار عن النمو وتنهار، وهذا ينطبق أيضا على الديون المالية.
في مدونة حديثة عن “المخاطر المالية والمالية لعالم بدينة وتباطؤ النمو”، يوضح توبياس أدريان وفيتور جاسبار وبيير أوليفيه جورينشا ديناميات الوضع العالمي الحالي. ويلاحظون أن استدامة الديون تعتمد على أربعة عوامل: التوازنات الأساسية، النمو الاقتصادي، معدلات الفائدة الحقيقية والدين، حيث يساعد التوازنات الأساسية المرتفعة والنمو على تحقيق استدامة الدين، بينما تجعل المعدلات الفائدة الحقيقية ومستويات الدين الأمور أكثر تحدياً.
كانت الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في 2007 وجائحة عام 2020 وآثارها تسببت في زيادات هائلة في نسب الديون العامة إلى الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات الرئيسية والناشئة. ومن المتوقع أن تبلغ هذه النسب بحلول 2028 ما يقارب 120 في المائة و80 في المائة على التوالي، وهذه أعلى نسبة منذ الحرب العالمية الثانية وأعلى نسجل على الإطلاق. وإذا كانت معدلات النمو المتوسطة في المدى الطويل مستمرة في التراجع نتيجة لنمو نمو الإنتاجية غير الكافية والديموغرافيا الضعيفة والاستثمار الضعيف والآثار المستمرة للجائحة.
يعتبر غياب التوازن في الميزانيات العامة مشكلة كبيرة، وخاصة في حالة الولايات المتحدة التي تواجه أسوأ نسبة دين عام في تاريخها. من الممكن أن تستمر هذه الوضعية لبعض الوقت، لكن في نهاية المطاف ستحدث تحولات سريعة ومفاجئة. يجب على الدول البدء في بناء ثوابت مالية وإعادة الاستقرار لديونها السيادية والحرص على أن تكون قيد الديون على المدى الطويل. ومن الأفضل البدء بهذه الخطوة ببطء وتنسيقها على المستوى العالمي، لكن هل هناك فرصة لشيء بهذا العقلانية؟ يبدو أن الفرص قريبة من الصفر، للأسف.