تشير توقعات العملات الى استمرار قوة الدولار الأمريكي لفترة طويلة، مع توقعات بارتفاع مؤشر الدولار في الأعوام القادمة. ومع هذا الارتفاع المتوقع، يعتقد العديد من المحللين والمستثمرين أن هذا سيسمح للدولار بالمواصلة في الصعود، وقد يؤدي لتقلبات في الأسواق الأوسع في وقت لاحق من العام. ويرجع هذا الارتفاع في الدولار إلى توجه الفيدرالي الأمريكي نحو تسارع الزيادة في أسعار الفائدة، بينما تعاني أسواق آسيا والأسواق الناشئة من بعض الضغوط.
ومن المتوقع أن يظل الدولار قوياً بسبب توقعات بتأجيل خفض أسعار الفائدة الأمريكية حتى سبتمبر على الأقل، بينما تتجه بعض البنوك المركزية الأخرى نحو تقليص الفائدة في وقت أبكر. ويعد هذا الفجوة مسبباً لتعزيز قوة الدولار في الأسواق. كما يشير تقرير من “غولدمان ساكس” إلى توقعات بارتفاع الدولار لفترة طويلة، مع وجود عوامل مزعزعة تشكل تحدياً للتوقعات.
بالنظر إلى تراجع سعر صرف الدولار مقابل الين الياباني، يظهر أن الين قد فقد ثلث قيمته منذ بداية 2022، مما دفع الدولار إلى مستويات عالية لم يسبق لها مثيل منذ الثمانينيات. وعلى الرغم من تدخل السلطات اليابانية لتقليص ارتفاع الدولار، إلا أن هذا التدخل لم يكن فعالاً بشكل كبير. ويتوقع المحللون تحقيق مستهدفات أعلى للدولار مقابل الين في المستقبل.
تتجه اليابان بشكل متزايد نحو خفض قيمة الين من خلال تدخلات البنك المركزي، بينما تواجه أوروبا نفس التحدي مع اليورو. ويحذر بعض المحللين من تضاعف التداعيات الاقتصادية في حال فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية، مما قد يؤدي إلى تدهور قيمة الدولار الأمريكي بشكل كبير.
ويرى الخبراء أن التدخلات المشتركة في الأسواق العالمية قد تكون الحل الوحيد للتصدي لتقلبات العملات، على الرغم من صعوبة تحقيق هذا الأمر في الوقت الحالي. ومن المهم تقدير التحديات المستقبلية وتحسين التعاون بين الدول للحفاظ على استقرار الأسواق العالمية.
