في الفترة الحالية، تشهد الأسواق المالية الصينية تراجعًا كبيرًا في النشاط بمستوى لم يحدث منذ عقود طويلة، مما يبرز كيف أن فقدان الزخم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم أثر على ثقة المستثمرين. حتى الآن، رفعت الشركات الصينية ما يقدر بنحو 6.4 مليار دولار من الإدراجات العامة في البر الرئيسي للدولة وعروض الأسهم الإضافية والمحولة، وهو أدنى مستوى تم تسجيله على الإطلاق.

وفي الأسواق الدولية للسندات، قامت الشركات الصينية والبنوك والمقترضين الحكوميين بإصدار 26 مليار دولار حتى الآن هذا العام، متجاوزة بقليل مستوى العام الماضي من 24 مليار دولار وإلا أنها كانت أدنى مستوى منذ عام 2016. بينما زاد الاقتراض في البر الرئيسي إلى 246 مليار دولار، مسجلًا زيادة بنسبة 17 في المئة عن العام الماضي.

تعكس هذه البيانات المالية البيئة التي أصبح فيها النظام المالي الصيني معزولًا بشكل متزايد، بالرغم من انتهاء الجائحة. وتعكس هذه الأوضاع الركود الذي يشهده سوق المال الصيني، حيث يأتي هذا الركود على خلفية عدم حدوث الارتداد القوي المتوقع بعد رفع الإجراءات الصارمة المتخذة لمواجهة جائحة كوفيد-19 في بداية عام 2023.

وفيما يتعلق بتكلفة الاقتراض، تعتبر البنوك الدولية أن ارتفاع تكلفة الاقتراض قد جعل من النسبة النسبية أكثر تكلفة للمصدرين الصينيين الاقتراض خارج البلاد، ويقول المصرفيون أنه بينما قامت البنوك المركزية في أمريكا الشمالية وأوروبا بخفض أسعار الاقتراض الرئيسية في السنوات الأخيرة، فإن الصين اتبعت طريقة مختلفة.

كما أن المطورين العقاريين، الذين كانوا في الماضي العمود الفقري لسوق السندات عالية العائد في آسيا، قد توقفوا عن الاقتراض على نحو فعلي في الخارج على مدى السنتين الماضيتين بعد تشديد الحكومة على الرافعة المالية عكرت أنماط عملهم.

وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين بكين وواشنطن، حيث قامت لجنة انتخابية مختارة بفحص أعمال الشركات الأمريكية في البر الرئيسي، كان على الشركات الدولية أن تتنقل بين هذه التوترات. كما من المؤشرات أن النشاط في الاستحواذ والاندماج الخارجي تأثر العام الماضي، إلا أنه في هذه المرحلة من العام 2023، زادت الكميات أكثر من ثلاث مرات مقارنة بالوتيرة الحالية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version