على الرغم من أن السرد في الصناعة المالية يشير إلى أن الرقمي أفضل، إلا أن هذا ليس دائمًا الحال. تعمل الاقتصادات الريفية في جميع أنحاء آسيا على أساس شبه رسمي ونقدي بشكل كبير. وهناك عوامل عدة تدفع في هذا الاتجاه. أولاً، يكون هناك غالباً نقص في البنية التحتية لدعم الدفعات غير النقدية، مثل الوصول المحدود إلى الإنترنت أو الخدمات المصرفية. ثانياً، يشعر سكان الريف غالباً بالعدم الثقة أو قلة التعرف على أنظمة الدفع الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح الطابع غير الرسمي للعديد من الأعمال في المناطق الريفية إجراءات نقدية، التي تُعتبر أكثر بساطة.
تتمثل التحديات الرئيسية للانتقال إلى النقدية في الفجوة الرقمية – الفارق في الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية واتصال الإنترنت بين المناطق الحضرية والريفية. تكنولوجيا البنية التحتية، أو حتى البنية التحتية بسيطة مثل الكهرباء، محدودة أو هشة في العديد من الأسواق. عند اكتمال مشروع تطوير محطة تينا للطاقة الكهرومائية، الذي يدعمه العديد من الوكالات الدولية للتنمية، ستصبح ما يقرب من 70% من طاقة جزر سليمان من مصادر متجددة ومنتظمة. حتى اكتمال هذا المشروع، تبقى الشبكة الكهربائية في جزر سليمان هشة للغاية. النقود تصبح ملكًا مرة أخرى في حالات انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في الجزر النائية.
وفي هذا السياق، تظل النقد رمزًا للوصولية والبساطة. إنه لا يتطلب الدقة التكنولوجية أو الاتصال ويتم قبوله عالمياً. بالنسبة للكثيرين، خاصة في المجتمعات الريفية، تمثل المعاملات النقدية شعورًا بالأمان والفورية لا يمكن للمعاملات الرقمية المطابقة لها حاليًا.
يشير استمرار استخدام النقد في آسيا الريفية، فضلاً عن بعض الاقتصاديات الآسيوية الغنية التي تمتلك سكانًا كبار سنًا، إلى إحتياج مقدمي الخدمات المالية وصناع السياسات إلى اتباع نهج متوازن لتحقيق الشمول المالي الذي يستوعب احتياجات وتفضيلات السكان المتنوعة. يمكن أن تحتاج المؤسسات المالية إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها لتضمن المزيد من النماذج الهجينة التي تخدم المعاملات الرقمية والنقدية. بالنسبة للمسؤولين السياسيين، يسلط هذا الاتجاه الضوء على أهمية معالجة الفجوة الرقمية وزيادة الوعي المالي لجعل الشمول المالي الرقمي واقعًا.