يعتبر التخلص من الديون الحكومية مشكلة قديمة وصعبة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وضعف النمو الاقتصادي. ولكن يبدو أن هناك دروس يمكن أن يستفيد منها الآخرين من خلال الدراسة المستفيضة لحالة جامايكا. حيث تمكنت من تقليص نسبة الدين الحكومي إلى إجمالي الناتج المحلي بشكل كبير خلال الفترة من 2012 إلى 2023.
جامايكا قد حققت ذلك من خلال الحفاظ على فوائض مالية أولية على مدار السنوات، وهو ما يظهر أن تدابير التقشف التقليدية يمكن أن تكون فعالة. كما اتضح من دراسة معمقة أن التوافق والشعور بالتقاسم العادل للأعباء يلعبان دوراً هاماً في تحقيق التقدم في خفض الديون.
وعلى الرغم من صعوبة تطبيق هذه الدروس في بلدان أخرى، يمكن أن يكون هناك مجال للتعلم والتأقلم. حيث تظهر جهود جامايكا في الحد من الديون نتائج إيجابية تتضح من خلال استئناف الوصول إلى الأسواق المالية وإعادة هيكلة الديون.
ويعتبر إيجاد التوازن بين ضبط الأوضاع المالية وتحقيق التنمية المستدامة تحدياً كبيراً. حيث يجب على الحكومات المدركة لهذه التحديات والدروس المستفادة من تجارب دول أخرى في تخفيض الديون وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
في النهاية، يبدو أن نجاح جامايكا في الحد من الديون كان نتيجة لجهود مستمرة وقرارات صعبة تتطلب التوافق والاستمرارية. وهو ما يجعل من الضروري تقديم الدعم والتعاون الدولي للدول التي تعاني من تحديات مماثلة في إدارة الديون وتعزيز الاقتصاد.
