يعكس تحول في اتجاه سوق الأسهم العالمي حالياً تركيز المستثمرين على القطاعات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، نظراً للتقلبات الشديدة التي شهدتها هذه الأسهم مؤخراً، بسبب تدهور التوقعات حيال نمو رقائق الذكاء الاصطناعي. تعتبر الشركات المصنعة للرقائق الأسيوية والأمريكية واحدة من المستفيدين الكبار من نمو هذا القطاع، ويبدو أن الصين تشكل سوقاً مهمة لهذه الشركات.

تتناول التقارير الاقتصادية الحديثة التحديات التي تواجه قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يتساءل المستثمرون عن قدرة هذه الأسهم على الاستمرار في النمو بوتيرة سريعة أمام الضعف البادي في قطاع أشباه الموصلات الأوسع. بالرغم من النمو الملحوظ في مبيعات الرقائق المصنعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الرقائق تشكل نسبة ضئيلة من المعروض العالمي، خاصة الرقائق ذات النطاق الترددي العريض الأساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

من جانبها، تعاني شركات صناعة الرقائق من تباطؤ في الطلب على المعدات، نتيجة للاضطرابات التي أحدثتها الجائحة في سوق الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية. هذا التباطؤ في الطلب يعكس انخفاضاً في الأسعار وتراجعاً في النمو الاقتصادي لهذا القطاع. ومع ذلك، تزداد الآمال في زيادة طلبيات معدات الرقائق في الأرباع القادمة، خاصة مع بناء مشاريع جديدة لصناعة الرقائق حول العالم والتي تعد مؤشراً إيجابياً لاستمرار النمو في هذا القطاع.

قد تكون ارتفاعات وانخفاضات أسهم الذكاء الاصطناعي الأخيرة مجرد تقلبات دورية لا تعكس حقيقة قدرة هذا القطاع على النمو المستمر. تظل الشركات الرائدة في هذا القطاع، مثل “تي إس إم سي”، تواصل استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية وتوسيع الإنتاج، مما يعكس الثقة في القدرة على الاستمرار في تقديم تطورات جديدة في صناعة الرقائق التكنولوجية المتقدمة. يبقى من الضروري متابعة تطورات القطاع بانتباه، خاصة في ظل تحولات سريعة في سوق الأسهم والاقتصاد عموماً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.