تدخل تركيا في محادثات مع شركة ExxonMobil الأمريكية العملاقة في مجال الطاقة بشأن صفقة مليارية الدولارات لشراء الغاز الطبيعي المسال، حيث تسعى أنقرة للحد من اعتمادها على الطاقة الروسية. وتسعى تركيا، التي تستورد معظم غازها الطبيعي، إلى بناء “محفظة إمداد جديدة” من شأنها أن تقلل اعتمادها على أي شريك منفرد، وفقًا لوزير الطاقة التركي البرسلان بيرقتار. وتأتي هذه المحادثات في أعقاب تحسن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بعد أن تخلى أنقرة عن حق الاعتراض على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي ووافقت واشنطن على بيع مقاتلات F-16 بقيمة مليارات الدولارات لتركيا. كما تأتي هذه الاتفاقيات وتركيا تسعى لإعادة توجيه نفسها كمركز إقليمي للطاقة.
وفي إطار الصفقة الطويلة الأمد التي يتم مناقشتها مع Exxon، قال بيرقتار إنه ستتمكن تركيا من ضمان حتى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، مشيرًا إلى أن الاتفاق قد يستمر عقدًا كاملاً. وأوضح بيرقتار أنه على الرغم من أن شروط الصفقة لا تزال قيد المناقشة، إلا أن 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال المشحون إلى تركيا يكلف حاليًا حوالي 1.1 مليار دولار، وفقًا لتقديرات الأسعار التي قدمتها وكالة البيانات Argus. والكمية المعنية من الغاز الطبيعي المسال تكفي تقريبًا لتغطية نحو 7 في المئة من استهلاك تركيا للغاز الطبيعي في العام الماضي. ونصت الحسابات التي استندت إليها FT على بيانات من الهيئة الرقابية للسوق الطاقية. في العام الماضي، استوردت تركيا 5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة على “سوق النقد” حيث يتم شراء وبيع الطاقة للتسليم العاجل.
وأضاف بيرقتار أن تركيا تسعى أيضًا لتنويع مصادر إمداداتها من الغاز الطبيعي قبل انتهاء بعض العقود طويلة الأمد مع روسيا في عام 2025 والعقود مع إيران في العام التالي. ورغم اعتماد تركيا بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة والصناعة، فإن الأسر تستفيد أيضًا من دعم كبير وباهظ للغاز من خلال شركة الغاز الحكومية Botaş. وتعتبر روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا بواقع أكثر من 40 في المئة من استهلاكها العام الماضي، حيث وصل معظمها عبر خطوط الأنابيب.
بيرقتار دافع عن علاقات بلاده مع روسيا، مشيرًا إلى أن الصفقات التنافسية في مجال الطاقة مع روسيا ساعدت تركيا على تجنب الأزمة الطاقية التي أصابت بلدان أوروبية رئيسية بعد بدء الحرب. وأضاف أن تركيا جاهدت لتوسيع بنيتها التحتية لاستقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال. وأوضح أن حوالي 30 في المئة من واردات الغاز الطبيعي التركية في العام الماضي كانت من الغاز الطبيعي المسال، مقارنة بـ 15 في المئة في عام 2014.
وأضاف بأن تركيا قامت بجهد مبذول لتوسيع عمليات استكشافها وإنتاجها الخاصة، بما في ذلك موقع ضخم للغاز في البحر الأسود وحفر آبار نفطية في جنوب شرق البلاد. ويمكن أن تبدأ تركيا في نهاية هذا العام استكشاف النفط في البحر الأسود أيضًا، وفقًا لبيرقتار. وبينما تغطي المشاريع المحلية فقط جزءًا ضئيلاً من احتياجات الطاقة في تركيا حاليًا، إلا أن لديها الإمكانية لتحقيق تغيير هائل في هذا المجال.